"نحطم الصمت" تزرع في قلوب الفلسطينيين أمل الانتصار على إسرائيل

13-12-2010_643059393
حجم الخط

تفاجأ الكثيرون في إسرائيل مما نشر في وسائل الاعلام، الاسبوع الماضي، حول نشاطات «نحطم الصمت». محاولات أعضاء المنظمة للحصول على معلومات عسكرية عن الجيش الاسرائيلي خطيرة جداً. في قانون العقوبات هناك بنود خطيرة فيما يتعلق بجمع المعلومات الاستخبارية. من الواضح في هذه المرحلة أن الأمور تبدو للوهلة الاولى، إشكالية. ولا شك عندي أن سلطات تطبيق القانون والتحقيق ستقوم باستيضاح ما هي المعلومات التي جمعتها المنظمة على مدى سنوات وجودها. وستكون هناك محاولة استيضاح لمعرفة من تم إعطاؤه هذه المعلومات، ومن الذي خدمته وكيف تم استخدامها. ليس مهماً معرفة المسؤول عن التحقيق وماذا كانت أهداف منفذيه. يجب أن تكون المواجهة مع مضمونه وليس مع الادعاءات الفارغة حول مصادر المعلومات التي أعطيت لوسائل الإعلام. بعد الكشف عن نشاطات «نحطم الصمت» ومنظمات يسارية اخرى، قلة قليلة في دولة اسرائيل ما زالت تؤمن أن الايديولوجيا والاهتمام باخلاقية المجتمع الاسرائيلي والجيش الاسرائيلي، هي الدافع وراء نشاط تلك المنظمات. من يريد إصلاح المجتمع الاسرائيلي يجب عليه مواجهة الامر داخل دولة اسرائيل وعدم الذهاب للبحث عن مؤيدين متلونين في أرجاء العالم. من السهل أن نبيع اللاساميين في اوروبا بضاعة ضد اسرائيل. فبضاعة كهذه لا توجد مقاطعة لها، وهم يدفعون مقابلها الكثير. أيضا اولئك الذين تحركهم الايديولوجيا يجب عليهم أن يعيدوا النظر في أنفسهم أمام الواقع. يجب الأسف لأن «نحطم الصمت» ومنظمات حقوق الانسان يتجاهلون واقع حياتنا في هذه البلاد. وقد تحولوا الى خدم مخلصين لدول أجنبية ومصالح مشكوك فيها لكارهي إسرائيل. وهم يعرفون أن كل من يتعاطف مع البشعين يتحول بشعاً. جنود الجيش الاسرائيلي ورجال الشرطة يقفون ليل نهار دفاعا عن الدولة أمام عدو قاتل ووحشي وليست له أخلاق. المجتمع الفلسطيني العربي عنيف، ويبعث الأولاد والبنات مع السكاكين المرفوعة لقتل اليهود، وهم يدركون أنهم سيدفعون حياتهم ثمناً لذلك. هناك حاجة الى قدر كبير من الشيطانية والتلون والسذاجة من اجل التعاون مع أعداء الدولة، الامر الذي يضطر الجيش الاسرائيلي الى مواجهة معارضين داخل البيت. منذ سنوات طويلة لم نشاهد هذا القدر من الكراهية الذاتية. من المؤسف أنه يوجد في اسرائيل اشخاص رفيعو المستوى سابقا في الاجهزة الامنية وسياسيون حاليون على استعداد لمنح الغطاء لـ «نحطم الصمت» وباقي المنظمات التي على شاكلتها. كم من الانغلاق يمكن تحمله لدى رموز اليسار الاسرائيلي الذين يتجاهلون تماما واجب الدولة في الدفاع عن مواطنيها قبل مسؤوليتها عن حقوق قاتليها. اليسار الإسرائيلي يحتضر. وهو يصدر أصواتاً مثل «ديمقراطية» و «حرية التعبير» وغيرها. كل هذه الكلمات عالية وصالحة فقط عند الحديث عن حقوقهم. الإسرائيليون الذين لا يفكرون مثلهم ليست لهم حقوق أو حرية تعبير. الجمهور في دولة اسرائيل، الذي يفهم مسائل الحرية والوجود في الدولة، يبتعد عن اليسار. إنه يفهم أن من حق الديمقراطية أن تدافع عن نفسها. اليسار الاسرائيلي ورؤساء «نحطم الصمت» يحاولون اقناع المواطنين في اسرائيل أن اليأس هو الذي يدفع الفلسطينيين الى حملات القتل. هذا كذب. ما يؤجج القتل العربي الفلسطيني هو الأمل بأنهم يستطيعون عن طريق «الارهاب» المس بتصميم اليهود وتمسكهم بوطنهم. للأسف الشديد، منظمات اليسار بشكل مباشر وغير مباشر، بوعي وبدون وعي، يزرعون الأمل في قلب الفلسطينيين. وطالما أن الأمل الفلسطيني قائم فان «الارهاب» لن يتوقف ولن يحدث سلام. لذلك أقترح على منظمات اليسار اقناع الفلسطينيين بأنه لا أمل لهم بالقضاء على الوجود اليهودي في إسرائيل، وبذلك سيحققون الاهداف التي يتحدثون عنها. شعب إسرائيل هو شعب اخلاقي، ويحب السلام، ويسعى الى السلام. إنه ليس بحاجة الى «نحطم الصمت» كي تعلّمه ماذا تعني الاخلاق.

عن «إسرائيل اليوم»