فى حواره الطويل مع جيفرى جولد برج الذى نشرته صحيفة اتلانتيك على عدة صفحات، لا يخفى الرئيس الامريكى أوباما رغبته فى تجنب مشكلات الشرق الاوسط، بدعوى ان الشرق الاوسط غارق فى الماضى لا يدير وجهه تجاه المستقبل!، يساند سنته الارهاب فى تحالف غير مفهوم ضد الولايات المتحدة!، وقد فقد الكثير من اهميته ولم يعد يتعلق ببتروله مصير الحضارة الغربية التى نجحت فى ايجاد بديل حقيقى لمشكلة الطاقة، ولان المسلمين لا يزالون يتشبثون باساليب حياة قديمة لا تقبل بسهولة التحديث والتطور، فضلا عن غياب حريات الرأى والتعبير والاجتماع والعقيدة وانعدام المساواة بين المرأة والرجل!.
كما لا يخفى اوباما خيبة امله من زعماء المنطقة، ابتداء من نيتانياهو الذى كان يظن انه سوف ينتصر لحل الدولتين حفاظا على دولة يهودية ديمقراطية لكن مشكلة نيتانياهو انه يعتقد انه أذكى الجميع، إلى الرئيس التركى رجب الطيب أردوغان الذى كان مصدر إزعاج دائم للبيت الابيض وفشل فى ان يكون جسر وفاق بين الشرق والغرب، وانتهى إلى ان يصبح اتوقراطيا فاشلا يرفض استخدام قواته المسلحة لضرب داعش!.
ويكشف اوباما فى حديثه الطويل عن افكار ورؤى مهمة سيطرت على عقل صانع السياسية الامريكية، اخطرها الادعاء بأن (إسرائيل) ليست السبب الحقيقى لكل مشاكل الشرق الاوسط ومن الضرورى ان تملك تفوقا استراتيجيا ساحقا على كل جيرانها العرب!، وان لديه اسبابا تاريخية وحضارية لضرورات التعاون بين فارس والولايات المتحدة، وان كان سبب حماسه الاول لتسوية الملف النووى الايرانى اعتقاده ان منع طهران من امتلاك سلاح نووى يجعل إيران آيات الله أقل خطورة على الشرق الاوسط والعالم اجمع!.
ومع الاسف يلوم اوباما الجميع إلا نفسه، يلوم رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون و يلوم الرئيس الفرنسى ساركوزى على تدخلهما الفاشل فى ليبيا الذى اسلم البلاد إلى الفوضي!،ويلوم السعوديين لاصرارهم على عدم تحقيق سلام بارد مع إيران!،ويلوم العرب على انهم لم يبذلوا جهدا كافيا كى يتعرفوا على اسباب تعاستهم!،دون ان يلوم نفسه لانه انعش آمال الجميع فى امكان وجود تسوية عادلة للصراع العربى الاسرائيلى فى خطابه الشهير فى جامعة القاهرة، لكنه نكص على عقبيه تحت ضغوط نيتانياهو، ولانه توهم فى احداث الربيع العربى ان فجرا جديدا سوف يطل على الشرق الاوسط، لكنه تسبب بتدخله السافر فى فوضى عارمة اهلكت المنطقة لسنوات عديدة.