في مثل هذا اليوم 21/3/1968 عندما كان العالم يحتفل بقدوم الربيع والأمة العربية تحتفل بعيد الأم , كان هناك على الضفة الشرقية لنهر الأردن إجتياح عسكري بثلاث ألوية دبابات إسرائيلية للغور ولبلدة الكرامة الأردنية , حيث يوجد قواعد لفتح والجبهة الشعبية.
كان لم يمر على هزيمة حزيران 1967 سوى تسعة أشهر , وكانت الأنظمة العربية مازالت تتجرع الهزيمة النكراء وإذا بعنجهية الإحتلال الصهيوني تدفعه الى التوغل في غور الأردن حيث المقاتلين الفلسطينيين اللذين وجدوا في الثورة الفلسطينية ملاذاً حقيقاً لإعادة الكرامة العربية التى هدرت في عام 67.
دخل الجيش الإسرائيلي المعركة وهو فخور بنصره الكبير في حرب حزيران وعنجهيته المعهودة, في ذلك الوقت كان للجيش الأردني رئيس أركان بطل شجاع إسمه الفريق أول مشهور حديثه أمر الجيش الأردني المتواجد على طول نهر الأردن بقصف القوات الإسرائيلية المعتدية بالمدفعية ومن جهة اخرى اشتبك الأبطال الصناديد الفدائيين الفلسطينيين مباشرة وجهاً لوجه بالقوات الإسرائيلية الغازية , وإستمرت المعركة من الصباح حتى المساء , لدرجة أن الحكومة الاسرائيلية طلبت التدخل الدولي لوقف إطلاق النار , ونتيجة للمقاومة الفلسطينية الأردنية الباسلة إضطر الجيش الإسرائيلي للإنسحاب تاركاً وراءه مئات من العربات المحروقة والدبابات المدمرة الأمر الذي جعل حاييم يرليف رئيس الأركان الإسرائيلي يقول أنهم خسروا في هذه المعركة ثلاثة أضعاف ماخسروه في حرب الأيام الستة سنة 67 , وإعترفت إسرائيل بمقتل مائة جندي وجرح 400 آخرين وتدمير 40 دبابة ومئات العربات العسكرية وإستشهد مائة فدائي فلسطيني وثمانين جندياً أردنياً.
هذه المعركة قال عنها جمال عبدالناصر أنها أعادت الكرامة للعسكرية العربية والأمة العربية والإسلامية وكانت بداية تدفق المقاتلين الفلسطينيين والعرب للألتحاق بصفوف المقاومة الفلسطينية.
لقد كانت حرب الكرامة علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني السياسي والعسكري وللتواجد الفلسطيني على الخارطة السياسية العربية والدولية.
عاشت ذكرى حرب الكرامة وخسئ من يحاول أن يطمس التاريخ المشرف للمعارك العربية والفلسطينية في يوم لانعرف به إلا الهزائم والإنشقاق والإنقسام.