سيدي الرئيس... احمي ظهرنا... ظهرك .

لوموند
حجم الخط

.   

 
 
 
 وحماية الظهر هنا تعبير يقصد به الدعوة لصياغة الفعل الآني اعتمادا على نتائجه في المستقبل فلا يجوز لك ان تسعى للفعل الاني مهما كانت فوائده المباشرة ان كان سيعطي نتائج عكسية فور ادارة الظهر او الغياب وما يجري في بلادنا لا يشير ابدا الى ان الحال يعتمد على قاعدة المثل الشعبي او الحكمة الشعبية المذكورة فنحن نزداد انقساما وطنا وناسا وبطرق واشكال مختلفة ومتنوعة ومتزايدة يوما عن يوم.
 
 الكثير من القضايا العالقة والتي يتم الحديث عنها سرا وكأنها من المحرمات دون ان يفكر احد بطرح تلك المسائل الان على طاولة البحث والحل وحتى لا نصل الى مرحلة يكون الحل كارثيا ومدمرا وكل من يعتقد ان الامر في بلادنا لا يمكن ان يصل الى هذه المرحلة يكون كم يدفن راسه بالرمل او ان له مصلحة بان ندفن رؤوسنا بالرمل الان. 
 
احد لم يكن يصدق ان يجري في سوريا او في ليبيا او اليمن ما يجري اليوم, واحد لم يتخيل ان تتغير المعادلات وتنقلب بهذه البساطة وبهذه السرعة في العديد من الدول المجاورة ولكن الامور حدثت وعلى الارض وبأقسى ما يمكن ان يتصوره عقل بشري عن الانخراط في الصراع الدموي بين ابناء الشعب الواحد والامة الواحدة ولأسباب مختلفة, فما هو طائفي هنا قبلي هناك او قومي بمكان اخر او مناطقي جهوي او حزبي مصلحي فلا نسق واحد للصراعات الدائرة في معظم بلدان الوطن العربي بأشكال وانماط مختلفة ظللنا نحن في فلسطين بعيدين عنها حتى اللحظة.
 
 سيدي الرئيس اننا ننتمي لمحيطنا ونحن نسخة عنه بكل التفاصيل فما هو جائز في ليبيا جائز في فلسطين وقي غيرها ولقد اثبتت احداث غزة ان الخلافات السياسية يمكن لها ان تكون خلافات عشائرية ومذهبية ودينية بنفس الدرجة وعلينا ان نعترف ان لدينا الكثير من النقاط المتفجرة والتي تحتاج الى حل وان وجودكم اليوم يشكل سببا وجيها لبقاء كل هذه المتفجرات تحت الرماد, في حين ان غيابكم سيفتح الابواب على مصراعيها لكل الاحتمالات. من هو خليفتكم ومن هو الشخص الذي سيقبل به شعبنا واقصد هنا مراكز القوى من فصائل وشخصيات تعتقد ان الرئاسة حق مطلق لها وهي قد تقاتل في سبيل ذلك, 
 
ولا يجوز لنا ان نغفل النص الدستوري في القانون الاساسي الذي يحدد بشكل جلي من هو خليفة الرئيس الشرعي " يعتبر المنصب شاغرا في حالة وفاة رئيس السلطة أو في حالة الاستقالة وقبولها من قبل ثلثي المجلس التشريعي أو في حالة اعتباره غير قادر على أداء مهامه وذلك من خلال قرار من المحكمة العليا وموافقة ثلثي المجلس التشريعي, في حالة شغور رئاسة السلطة يقوم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بأداء وظائف ومهام رئيس السلطة لفترة لا تتجاوز 60 يوما يجب خلالها إجراء انتخابات حرة ومباشرة لاختيار رئيس جديد " وواضح ان هذا النص يعطي رئيس المجلس التشريعي الحق المنفرد بخلافة الرئيس وهو كما يعلم كل شعبنا ينتمي لحركة حماس الكتلة الاكبر في المجلس التشريعي وغني عن القول ان احدا في فتح لن يسلم بذلك ان لم يتم حل مشكلة الانقسام باي ثمن والا فان الكارثة هي الثمن فغزة تحكم غزة بكل ما تغني الكلمة من معتي وفتح تحكم الضفة والقدس وباقي فلسطين خارج الحسابات وكما شكلت الحرب الاهلية في سوريا معبرا لتهريب الجولان فماذا سيشكل الصراع على خلافتكم. 
 
سيدي الرئيس: انت وكل المؤسسة الفلسطينية " المنظمة والسلطة " بكل اطرافها ومكوناتها مطالبون بحماية غدنا او بحماية ظهرنا من فعلنا اليوم بإيجاد حل جذري لموضوعة الانقسام وتحديدا لموضوعة خلافتكم التي باتت كل جهات الاحتلال تحضر نفسها رسميا لذلك اليوم بما في ذلك اعادة تفعيل ادارة الاحتلال المسماة بالإدارة المدنية فلماذا نغمر رؤوسنا بالرمل وكأن شيئا لن يكون لماذا لا نعلن اليوم ومن خلالكم أن فتح تقبل وبشكل علني ورسمي رئاسة رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك للمرحلة الانتقالية في حال شغور المنصب رسميا في حين تعلن حماس ايضا عن تغيير نائب رئيس المجلس ليكون من الضفة الغربية لمنع اسرائيل من تحقيق غاياتها ان هي واصلت اعتقال الدكتور الدويك بنقل مركز السلطة الى غزة تمهيدا لتغييب الضفة كليا.
 
 سيدي الرئيس لا احد خالد على وجه الارض ولا يبقى الا وجه الله والعمل الصالح وليس اكثر صلاحا لشعبنا من ان تمنع اليوم أي صراع قد يحدث غدا على كرسي الرئاسة وانت والجميع نعلم جيدا ان الامر كذلك وان اعداء شعبنا بدأوا بالتأكيد بإعداد العدة لذاك اليوم فاحمي ظهرنا ...
 
 ظهرك بعمل صالح يجنب شعبنا وبلادنا كارثة محتمة وأعد الاعتبار للمجلس التشريعي وسائر مؤسسات السلطة وسارع بتفعيل الاتفاق الخاص بدمقرطة المنظمة فالامر يا سيدي لا يحتمل كل هذه الصراعات فنحن شعب صغير موحد يفقد أرضه وينهش به الاعداء من كل جانب تحت سمعنا وبصرنا وأحيانا بمشاركتنا بدراية أو بدون دراية فلا يجوز لنا الاختلاف كغيرنا, فخطوة واحدة وحيدة تقومون بها وبكل الجرأة التي يستحقها منك شعبنا بإعادة الاعتبار لحكومة السيد اسماعيل هنية كما كان عليه الحال بالضبط قبيل الانقسام وتحديد مهمات الحكومة تلك ومدتها لفترة انتقالية يعهد فيه لتلك الحكومة بإجراء الانتخابات ودفن الانقسام الى الابد وردم الشقوق التي يتسلل منها الاحتلال وكل اعداء شعبنا, أعد الآمور الى حالها يا سيدي ولنعاود البدء من حيث كنا. احمي ظهرنا يا سيدي فظهرنا ظهرك ..