الأم العربية

thumb (3)
حجم الخط

أحببت أن أكتب عن الأم أمس 21/مارس ولكن ذكرى معركة الكرامة كانت أقوى عندي والسبب أنني أحب أن أتذكر الإنتصارات في زمن الهزائم مع أن الكرامة لا تنفصل إطلاقاً عن الأم ؟

لأن الأم كلمة مشتقة من الأمة أو العكس وهذا يعني أن إنتصارالأمة هو كرامة لها وعزة وجاه وحضارة وتاريخ

ولكن أكتب اليوم عن الأم في عيدها وأتطرق في الحديث عن الأم العربية بغض النظر عن إنتمائها الإقليمي بل إنتمائها القومي العربي ،ماذا يحدث للأم العربية؟

الناظر إلى الفضائيات العربية أمس يشعر أن الأم العربية موضوعة فوق رؤوس القادة ،هذا التكريم والاحتفالات التي جرت في الدول العربية توحي للناظر أن الأم العربية مُكرمة وتجلس على الهرم الإجتماعي مسيدة مُكرمة ولكن نبدأ من الأم اليمنية ، ما ذنبها تُقصف ليل نهار وتموت كل يوم ألف مرة ،وبسلاح عربي ذكوري ،يحتفلون بأمهاتهم ولا يحسبون أي حساب لأمهات العرب في الدول الأخرى ، ماذنب الأم السورية المشردة اللاجئة التي تُغتصب في الشوارع بإسم المال الديني أو الدين المالي في شوارع سوريا ،وتموت كل يومٍ غرقاً في البحار والمحيطات  ، ولا تعرف أين ذهب أولاها وبناتها ولا تعرف معناً للفرح ،بل تعرف الدموع والجوع واللجوء....

ما ذنب الأم الليبية  ،والأم المصرية التي عاشت كل حياتها لتعلم إبنها ليكون ضابط في الشرطة أو الجيش ويأتي لها جثة هامدة ثمناً لسياسة لا تعرف إلا الحقد والقتل والموت .

ماذنب الأم الفلسطينية التي تودع ابناً لها استشهد على مذبح الحرية والكرامة والخلاص

طوبى لأمهات الأمة العربية الصابرات الماجدات آملين أن يأتي العام القادم ذكرى يوم الأم ، وكل أم فلسطينية وعربية قد جفت دموعها وعاشت بين أحضان أبنائها بعيداً عن الشرذمة والإنقسام والإقتتال