تعرف على الإعجاز القرآني في خلق العين!

نعمة العين
حجم الخط

لقد خلق الله لنا نعماً كثيرة لا تعد ولا تحصى ومن هذه النعم التي لا يشعر بأهميتها سوى من حرم منها والتي تعتبر من أهم وأعظم النعم على الانسان ألا وهي نعمة النظر، فلو تخيل كل واحد منا أنه بعد أن أستيقظ من نومه وجد وقام بفتح عينيه وجدها لا تبصر ماذا سيكون شعوره وقتها، ولأهمية حاسة البصر بالنسبة للأنسان وجميع المخلوقات نجد أن الله سبحانه وتعالي قد ذكر فى كتابة العزيز القرآن الكريم آيات الإعجاز العلمي حيث قال تعالي :-

بسم الله الرحمن الرحيم ” وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا”

ومن ضمن هذه النعم قول الله تعالى: “أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ”

وتعتبر العين آية عظيمة وكبيرة جداً وتدل على عظمة الله سبحانه وتعالي لما تتكون منه العين حيث أنها تتكون من قرنية وقزحية وشبكية بالاضافة إلى أن العين تعتبر في حد ذاتها نعمه من نعم الله على الانسان ومعجزة عظيمة جداً لسببين أولهما أن الله سبحانه وتعالي قد خلق العينين ووضعهما في المحجر لكي يتم الحفاظ عليهما ولا يتلفهما بأي حركة من الحركات العشوائية، وثانيهما: قرنية العين شفافة جداً وذلك لأن لها نظام خاص في التغذية حيث أنها لو غذيت مثل باقي أنسجة الجسم لتم رؤيتها ضمن شبكه.

لكن من قدرة الله عز وجل أن القرنية تتغذي عن طريق الحلول حيث أن الخلية الأولي تأخذ غذائها من الخلية المجاورة لها ويتسرب الغذاء من خلال الغشاء الخلوي دون وجود أي شعيرات تعيق الرؤية، لذا فإن شفافية القرنية هو شىء في إعجاز من الله عز وجل.

و نأتي بعد ذلك لقزحية العين فهي لوحدها كافية بأن تكون معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالي في خلق الإنسان حيث أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض قزحيته متشابه مع قزحية أنسان أخر مثلها مثل بصة الأصبع لا يوجد فيها أي تشابه بين أنسان وأخر في بصمة الأصبع، لذا فإن القزحية تعتبر هوية الانسان حيث أن لكل إنسان قزحية عين ينفرد بها عن غيره من الناس، لذا فإنه توجد أقفال في الدول الأوربية لا يمكن فتحها إلا من خلال صاحبها حيث يقوم بوضع عينه على القفل فيفتح.

وأخيراً الشبكية فهي الأخرى معجزة في العين فهي التي تتطبع الأخيلة حيث يوجد في المليمتر مربع منها ما يقرب من مئة مليون مستقبل ضوئي وذلك من أجل دقة ووضوح الرؤية كما أنها يمكن أن تفرق بين ثمانية ملاين لون ولو أن اللون قد تدرج إلى ثمانمئة ألف درجة فإن العين السليمة قادرة على التفريق بين درجتي اللون.

ثم نأتي إلى نقطة أخري في معجزة خلق العين هي الماء الموجودة في العين حيث أنها مصنوعة من مادة لا يحدث لها أي تجمد حتى ولو كنا في أقصى الشمال القطبي، فلو فرضنا أن إنساناً يمشىي في القطب الشمالي هل يقوم بإعلاق عيينة أثناء السريان في الثلج بالطبع لا إذا فلماذا لا تتجمد الماء الموجودة بالعين لأن الله سبحانه وتعالي خلقها من مادة مضادة للتجمد.

وفي النهاية نود أن نقول أن خلق العين هي معجزة عظيمه لا يقدرها سوى الانسان المؤمن بالله عزو جل الذي أتقن كل شىء صنعه.

ونخلص من ذلك كله أن العين تتكون من قرنية شفافة إلى قزحية إلى عدسة مع عضلات هدبية إلى ماء فيه مادة مضادة للتجمد ثم شبكيه فيها مئة مليون مستقبل ضوئي كل ذلك خلقه الله للأنسان من أجل أن يرى ماذا ؟

كيف يمكن للعين أن ترى الأشياء؟

أي صورة ما هي إلا مجموعة من نقاط ضوئية تتفاعل مع المادة الكيميائية الموجودة بالشبكية فإذا أكتمل هذا التفاعل يتم شحن هذه الصورة خلال العصب البصري إلى الدماغ، وفي النهاية تصبح هذه الصورة عبارة عن تيار كهربائي متفاوت الشدة ينطبع في مركز بحيث نري الأشياء بحجمها ولونها الحقيقي، بالاضافة إلى أن العين تستطيع أن تفرق بين ثمانية مليون من الألوان.

لذا فإذا قال الله عز وجل “أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ”

فينبغي أن يخشع قلب الانسان وأن يغض بصره عن محارم الله وأن يتم استخدان هذه العين في رؤية أياته وعظائم خلقه فلا ينبغي أن ينظر بهذه المعجزة الربانية فيما حرم الله عز وجل من رؤية عورات الناس فكل شىء خلقه للإنسان ما هو إلا عبادة ينبغي أن يشكر الله عليها فالعين لها عبادة وهي البعد عن النظر لما حرم الله عز وجل والأذن لها عبادة وهي البعد عن سماع ما يغضب الله والفم له عبادة وهو البعد عن القول الفاحش والأكل من السحت والحرام، والأنف له عبادة واليد لها عبادة وهي عدم استخدامها في البطش والسرقة وظلم البشر.

أبشع شىء أن يستخدم الانسان ما أنعم الله عليه من نعمه التي لا تعد ولا تحصي فيما يغضب الله عز وجل.