هل المخابرات الفلسطينية قدمت مساعدات للمهاجرين اليمنيين ؟؟

thumbgen
حجم الخط

 اتهم السفير الفلسطيني خير الدين عبدالرحمن "ابو الخير" جهاز المخابرات الفلسطينية العامة، بتقدييم خدمات وتسهيلات لدولة الكيان والمساعدة في تهجير يهود اليمن الذين وصلوا الى تل أبيب مؤخرا..

وقال السفير "ابو الخير" في رسالته الى الرئيس محمود عباس، والتي نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك اليوم الثلاثاء، 22 آذار  2016 :

نص الرسالة المفتوحة الى الرئيس عباس

لطالما كبلني الوفاء لبضع سنوات كانت علاقتنا وثيقة وطيبة خلالها ، والوفاء لترشيحك إياي لعدة مهام متقدمة وإن لم يتم تنفيذ أي منها ، وآخرها عندما أبلغتني تكليفي في مطلع 1973 الإشراف نيابة عن اللجنة المركزية على مؤتمر توحيدي لتنظيم حركة فتح في الولايات المتحدة ثم البقاء هناك لقيادة التنظيم ، وشكراً للمرحوم الشهيد كمال عدوان الذي كسر آنذاك جليداً طرأ على علاقتي به ونصحني في سياق حوار ودي متشعب بعدم قبول هذا التكليف قائلاً : ( هناك من يريدون حرقك بهذه المهمة ) ، مع ذلك كان ردي عليه أنني لن أتوانى عن تنفيذ أي تكليف يصدر لي. بدأت بهذه المقدمة لبيان أنه ما من ضغينة تحرك موقفي تجاهك على الصعيد الشخصي ، أما على الصعيد الوطني فبيننا بالتأكيد من التناقض ما بين الماء والنار ، وأنا أعرف الكثير عن تحريضك شخصياً علي لمواقفي المناقضة لنهجك منذ أوغلت أنت في التأسيس لنهج التخلي عن الكفاح المسلح والتخلي عن أربعة أخماس أرض وطننا والمساومة على حق العودة.

لقد كانت إحدى الذرائع التي اندفعت في استخدامها يا أبا مازن لتبرير اتصالاتك المبكرة مع العدو الصهيوني أنك (تناضل) من أجل إنجاز (استراتيجي) هو إقناع نحو مليون يهودي عربي من الذين ساقتهم الغزوة الصهيونية للمشاركة في اغتصاب فلسطين بالعودة إلى الأقطار العربية التي اقتلعوا منها. وقد كنت شخصياً من الذين صدّقوا هذه الذريعة وعملوا على استصدار مراسيم من عدة حكومات عربية تدعو مواطنيها اليهود الذين هجرتهم الحركة الصهيونية إلى فلسطين للعودة إلى بلادهم الأصلية وتطمئنهم على أمنهم وحقوقهم عندما يعودون . لكنني لم أخف اعتراضي أصلاً على جدوى اتصالاتك ومن معك برموز صهيونية ، وشكوكي بأن وراء هذه الذريعة مخاطر أبرزها تجريع الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والأمة العربية القبول بالكيان الصهيوني والتعايش معه . وهنا أكرر سؤالاً وجهته قبل خمس وثلاثين سنة يا أبا مازن : كم يهودياً عربياً استجاب لجهودك واقتنع بدعوتك فغادر فلسطين إلى بلده الأصلي ؟ لا يزال الجواب على ما أعتقد أنه ما من أحد قد فعل من بين المليون يهودي عربي الذين كررت مئات المرات أنهم سوف يغادرون وطننا ، بل على العكس تأكد لي أن تلك الذريعة كانت فخاً من سلسلة فخاخ مهدت للوقوع في فخ أوسلو الذي تعتبره (إنجازك التاريخي)!

ولكن إذا كنت قد فشلت في إقناع يهودي عربي واحد بمغادرة وطننا والعودة إلى وطنه الأم ، فإن ما ذكره رئيس مجلس محافظي الوكالة اليهودية للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي من أن استجلاب مجموعة من يهود اليمن إلى وطننا المغتصب أمس الأول قد جرى في إطار عملية سرية للوكالة اليهودية استمرت سنة كاملة، شاركت فيها وزارة الخارجية الأميركية وجهاز المخابرات المركزية ( CIA ) وبمساعدة قدمتها (جهات رسمية فلسطينية ساعدت في تنسيق انتقالهم ) يمثل انحرافاً بالغ الخطورة يستدعي التحقيق والمساءلة. لقد قال رئيس مجلس الوكالة أن ( الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أظهر مدى شجاعته ولم يتوانى عن تلبية طلب الوكالة بتقديم المساعدة ، وذلك من خلال أوامره لضباط مخابراته العاملين في اليمن والطلب منهم بتقديم أقصى ما يمكنهم لإنجاح عملية انقاذ هؤلاء اليهود اليمنيين من ويلات الحرب الأهلية هناك، حيث قدموا دعماً استخبارياً ولوجستياً لانجاح العملية ). وأضاف رئيس الوكالة اليهودية قائلاً أن ( زعماء الوكالة سيقدمون الشكر والتقدير لرئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج الذي وصل يوم أمس الى الولايات المتحدة لمشاركة الوكالة اليهودية في احتفالها بنجاح هذه العملية المعقدة والخطيرة ).

إن إسهامك يا أبا مازن في تهجير مزيد من الغزاة لتعزيز اغتصاب وطننا ، بدلاً من الالتزام بالمبادئ التي بموجبها انتميت أنت أصلاً لحركة (فتح) والتي قدم شعبنا أكثر من مائة ألف شهيد من أجل تحقيقها ، وصلت أنت إلى القيادة بفضل دمائهم ، وبدلاً من الوفاء لحق سبعة ملايين لاجئ فلسطيني بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي اقتلعهم العزاة الصهاينة منها ، يشكل خرقاً خطيراً وتجاوزاً للمحرمات الوطنية والدينية والأخلاقية تجاه شعبنا.

مرة أخرى ، إن الإسهام في استجلاب مزيد من الغزاة لتعزيز اغتصاب وطننا انحراف بالغ الخطورة يستدعى التحقيق والمساءلة ، ولا بد منهما ذات يوم.