يهود اليمن «عادوا» جميعاً إلى إسرائيل

20162303080627
حجم الخط

قصتان حول العودة الى البلاد حدثتا في اليومين الاخيرين يمكنهما أن تشكلا مثالا على جزء من قصة دولة اسرائيل المعقدة والرائعة: العودة الأولى والاكثر تراجيديا هي للقتلى الثلاثة والمصابين في العملية في اسطنبول. العودة الثانية المفرحة هي هجرة 19 يهوديا من يهود اليمن، الذين وصلوا الى الدولة التي تنفذ ما هو مطلوب في ميثاقها: "أن تكون مفتوحة لهجرة اليهود وجمع الشتات". يدور الحديث عن عودتين متناقضتين للوهلة الأولى، لكنهما تكملان بعضهما. لأنه في نهاية المطاف المحطة الاخيرة، سلبا أو ايجابا، هي هنا – في أرضنا الصغيرة – وليس في أي مكان آخر. اضافة الى ذلك، اولئك القادمون من اليمن هم الرد على أهداف من يريدون الحاق الضرر بالاسرائيليين. يجب التأكيد: الحركة الصهيونية شُكلت في اوروبا على أيدي يهود تأثروا بالافكار الغربية. لكن الفكرة الاسمى لها كانت ضمان مستقبل جميع اليهود. ولا يجب أن ننسى: هناك سنوات مارست فيها قيادة الدولة التمييز ضد القادمين من الدول العربية، ولا سيما القادمين من اليمن. ولا يجب أن ننسى ايضا أنه في الميزان التاريخي، فان قصة الهجرة بشكل عام وقصة الهجرة من اليمن بشكل خاص، هي قصص رائعة. وحسب ما هو معروف، فان اليهود وصلوا الى اليمن بعد خراب "الهيكل الأول". وما كان غير معروف بشكل كامل هو أن يهود اليمن مثل باقي يهود الدول العربية تمت مطاردتهم بشكل فظيع على مدى التاريخ، واضطروا الى الحفاظ على يهوديتهم بشتى الطرق. يمكن قراءة "برقية اليمن" للرمبام التي أُرسلت من قبله في العام 1173 والتي شجع فيها يهود المكان وطلب منهم عدم اليأس بل الصمود. وعموما، يوجد ليهود اليمن ارث فاخر يجدر بنا أن نتعلم منه. فيكفي فقط أن نقرأ إرث الحاخام شالوم شبزي كي نفهم الغنى الروحاني للطائفة . علاقة يهود اليمن بالبلاد قائمة على مدى الألفي سنة الاخيرة. في 1881 بدأت موجة الهجرة الاولى الى البلاد، والتي سميت "هجرة أعلى بالتمر". وفي السياق هاجر المزيد من اليهود من اليمن الى البلاد. لكن موجة الهجرة الاساسية الى اسرائيل حدثت في السنوات 1949 – 1951 في عملية "السحر". وبقيت مجموعات من اليهود جاء بعضها الى هنا بشكل متقطع. والعملية الأخيرة ستختتم هجرة السنوات الأخيرة التي هاجر خلالها الى البلاد أكثر من 200 شخص. الهجرة الاخيرة من اليمن هي خاصة جداً. إذا كان من الصعب احضار مهاجرين من الدول الغربية، فانه من الاصعب تهريب اليهود من اماكن مثل اليمن. وهذا الامر هو الذي يحول العملية التي قامت بها الوكالة اليهودية الى شيء بمذاق حلو ورمزي. نتان شيرانسكي، الذي تمت مطاردته في السابق في الاتحاد السوفييتي وهو الآن حر في اسرائيل، يقف على رأس منظمة تأتي باليهود الذين يتعرضون للمطاردة في اليمن. والآن سيكونون أحرارا مثله بالضبط. ليس غريبا أن رئيس الوكالة ايضا، شيرانسكي، و12 مهاجرا من اليمن قد جاءوا الى هنا. هذا لا ينبع فقط من الصلة التاريخية بالبلاد، بل ايضا بفضل الجهود التي تبذلها الدولة من اجل احضارهم. لقد عادوا جميعهم بشكل نهائي إلى البيت.

عن "إسرائيل اليوم"