تعتبر فكرة الثواب والعقاب من أهم الوسائل والأدوات التربوية فبها ينضبط الأبناء ويمكن تقويم سلوكياتهم الأخلاقية والأسرية والمجتمعية. ويرى الكثير من التربويين أن نظرية الثواب والعقاب نظرية تربوية ناجعة، لكن بشروط أهمها اختيار الوسيلة المناسبة لكل ابن ولطبيعة شخصيته وعمره، وثانيها هي فكرة إقامة الوسيلة على الأبناء جميعًا بالعدل.
ومن المهم تحقيق التوازن بين الثواب والعقاب، إذ أن الإفراط في العقاب يجعل منه جبانًا كارهًا لأبويه، بينما الإفراط في الثواب قد يجعله مليئًا بالطمع لا يقدم على السلوك القويم إلا لغرض.
ويجب أن يعي الأبوان أن الثواب والعقاب هما وسيلة لضبط السلوك وليسا هدفًا فإن تحقق الهدف دون استخدام الوسيلة أو باستخدامها أحيانًا فهذا جيد. والثواب والعقاب ليسا وسيلة تربوية فحسب بل هي وسيلة إدارية وحياتية، فالجنة والنار من الأساس وسيلة ثواب وعقاب، وسجن المجرم نوع من العقاب والعفو نوع من الثواب، وفي المؤسسات المختلفة نرى تكريم الموظف المثالي والخصم للموظف المسيء وغير ذلك.
وسائل الثواب والعقاب
من الممكن الإقدام على الثواب والعقاب في أي صورة كانت فقد تكون في صورة حلوى أو لعبة أو كتاب أو نزهة أو ربما بسمتك في وجهه ومدحه وحدكما أو أمام الناس أو تحقيق طلب كان يتمناه، ويتدرج العقاب أيضًا بين النظرة الصارمة أو النبرة الحادة في النهر أو التوبيخ واللوم ثم إظهار الغضب والحزن ثم تحديد عقاب مادي أو حرمان من مكافأة أو حق.
ومنذ أن يعي الطفل بدءًا من عام ونصف أو عامين وحتى يصبح شابًا بالغًا، يمكن للأبوين تقديم الثواب أو تحقيق العقاب على الطفل بما يناسب سنه، فقد يناسب الطفل الرضيع أن تحققي له ما يريد أو تمنعيه مما يريده في صورة ثواب وعقاب مثلًا. وإن كان إدراك الطفل لا يكتمل في هذه السن ولا يدرك معنى العقاب والثواب ومغزاهما التربوي لكن سلوكك الغاضب أو الفرح يرتبطان شرطيًا في ذهنه بالسلوك. ولذلك فإن لكل مرحلة عمرية وسائلها المناسبة.
أولًا الأطفال دون الثالثة (النصيحة الأولى)في عمر العام ونصف والعامين، يعتبر عبوس الوجه أو رفع نبرة الصوت عند التحذير من شيء كافية. يمكنك أيضًا الإمساك بيديه وضربه بأصبعيك السبابة والوسطى على كفيه بخفة.
تعلمي أن تنزلي لتجلسي أمامه أو أن ترفعيه على رجليك ليكون وجهه قريبًا منك وأنت تكلمينه ليرى نظرتك الحاسمة. لا تصرخي أو تضربي فإن كان الضرب غير صحيح فهو في حالة طفل العامين يُعد خطئًا أكبر.
اعلمي أنك لا تعاقبينه بالفعل وإنما تستخدمين فكرة الارتباط الشرطي في ذهنه لتعلميه بعض التعليمات مثل البعد عن الكهرباء أو الأكواب الساخنة أو غير ذلك.
ثانيًا الأطفال بين الثالثة للسابعة (تسع نصائح)
يعتبر كرسي العقاب وسيلة جيدة دون إهانة. اتفقي معه على أنها فرصة للتفكيرلا ترضخي مهما صرخ وبكى واتركيه طالما ظل جالسًا على الكرسيإن قام عن الكرسي، صممي على عودته وابدئي عد الدقائق من البداية.كوني هادئة وصبورةبعد انتهاء المدة تحاوري معه واطلبي الاعتذارلو رفض الاعتذار، أظهري غضبك واستيائك دون إعادته للكرسياجعلي الطرف الآخر أي الأب يحادثه عن سلوكه في وقت آخرنفذي العقاب حتى لو كنت خارج المنزلحددي المدة بناء على عمر الصغير ونوع الخطأ معًا، وليس نوع الخطأ فقط فعشر دقائق لطفل في الثانية غير مناسبة أبدًاثالثًا الأبناء من بعد السابعة وحتى عمر الشباب (11 نصيحة)حددي القواعد التي تريدين تطبيقها في المنزل وما يستوجب العقاب مثل الشجار بين الأبناء بالضرب أو العبث في البوتوجاز أو غير ذلك.حذريه قبل ارتكاب الخطأ بأن هذا خطأ قد يعاقب عليه.إن كان هذا هو خطؤه الأول أو لا يدرك أن هذا التصرف خاطئ فاشرحي له.لا تعاقبي بعصبية وغضب حتى لا يصبح العقاب انتقاميًالا للضرب والسباب والإهانةلا للتفرقة عند العقاب أو الثوابعاقبيه على الخطأ الواحد إن تكرر تدريجيًاعاقبيه بما يناسب نوع الخطأ وحاولي أن يكون العقاب من جنس العمل، فإن كان العقاب على الإسراف فليكن حرمان من قدر من المصروف، وإن كان إهمال في شيء فليكن عدم شرائه له وهكذا.نفذي العقاب حتى لا يكون تهديدًا لا خوف منهقد يكون الخصام نوعًا من العقاباعدلي بين الأبناء خاصة إن كانوا في العمر نفسه، ولا تفرقي بين الابن والابنة أبدًا.النصيحة الأخيرة .. نصيحة مبتكرةعلى الجانب الآخر، قرأت فكرة اختيار العقوبة، والتي قدمها د. جاسم المطوع الخبير الأسري وقال أنها تصلح لجميع الأعمار. يقول د. جاسم أن علينا أولًا التأكد هل ارتكب الطفل الخطأ جاهلًا للخطأ أو متعمدًا، فالجاهل ينبهه الأبوان ويشرحان له لكن المتعمد يحتاج للتأديب.
والعقاب أو التأديب أنواع منها الحرمان من ميزة ما أو إظهار الغضب والخصام، ومن ذلك فكرة اختيار العقوبة، وذلك بأن نطلب منه الجلوس وحده فيفكر في ثلاث عقوبات للخطأ، ثم يقدمها للأبوين فيختارا منها ومثال ذلك أن يقترح الطفل الحرمان من المصروف لمدة أسبوع أو عدم زيارة صديقه هذا الأسبوع أو أخذ الهاتف منه لمدة يوم. وإن حدث واختار عقوبات بسيطة جدًا وغير مناسبة، يطلب منه اختيار ثلاثة أخرى.
ويمكن الاتفاق بأن يختار هو مرة وتختارين أنت مرة ثلاث عقوبات يختار هو بينها، مع أهمية تحديد عقوبات مناسبة للفعل وغير انتقامية.
تلك الفكرة ناجحة لأنها تربي فيه أيضًا فكرة اتخاذ القرار والتفكير والاحترام وغير ذلك.
خرائط "نتنياهو" الوهمية وكيف نواجهها
26 سبتمبر 2023