في أعقاب تفجير اسطنبول والحملة العالمية للتنديد بتفجيرات بروكسل، بدا وكأن الاتصالات بين تركيا وإسرائيل بشأن المصالحة بينهما تتخذ طريقاً متسارعاً.
وأمس الأول أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تقديره بأن اللقاء القريب بين طاقمي المفاوضات بين الدولتين قد يتيح ترميم العلاقات. كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عاد واتصل أمس الأول بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، معرباً له عن استعداده للتعاون مع إسرائيل في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الأول، أنه يأمل أن اللقاء المرتقب بين طاقمي المفاوضات بين إسرائيل وتركيا، والذي سيعقد في مطلع نيسان المقبل، «سيحقق نتائج إيجابية»، وسيتيح ترميم العلاقات بين الدولتين التي تعيش أزمة منذ رحلة سفينة «مرمرة» في العام 2010 لكسر الحصار عن غزة. وأضاف «أننا على الدوام أردنا علاقات سليمة مع تركيا، وليس نحن من غير اتجاه العلاقات». وتابع «أنه إذا كان متاحاً فبودنا تطبيع العلاقات».
وخلال المؤتمر الصحافي، قارن نتنياهو بين تفجيرات «داعش» في اسطنبول والتفجيرات في بروكسل، وربط بينهما وبين العمليات التي ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين في الأراضي المحتلة. وأوضح أنه قال لرئيس الحكومة البلجيكية شارلي ميشال ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني إنه «من الواجب إدانة الإرهاب في كل مكان، ومحاربته في كل مكان ومنع المخربين من امتلاك الأمل». وشدد على أن «الإرهاب ينبع من أيديولوجيا دموية، وليس من الاحتلال. ليس من اليأس وإنما من الأمل بإقامة خلافة إسلامية».
وخلال المؤتمر الصحافي، سئل نتنياهو إن كان في كلامه عن مساواته الإرهاب في كل مكان يريد إثارة غموض حول المصاعب التي تعترض حكومته في مواجهة موجة العمليات الفلسطينية عبر كلامه عن الإرهاب في أوروبا. ورد قائلاً «أنا لا أثير غموضاً. نحن نعمل ضد الإرهاب بأشكال لم يسبق لها مثيل وبسبب عملنا أفلحنا في منع الكثير من العمليات.. ليس صدفة أن دولاً كثيرة في العالم تأتي وتطلب التعلم من خبراتنا، وهذا العدد يزداد كل يوم».
وأشار نتنياهو إلى تهديدات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بمهاجمة المنشآت النووية الإسرائيلية. فقال «لم أكن لأنصح نصر الله بتجريب عزم إسرائيل. إنه يعلم جيداً لماذا يعيش في مخبأ».
وقد جاءت أقوال نتنياهو عن تركيا بعد ساعات من المحادثة الهاتفية بين أردوغان وريفلين. وجاءت المكالمة الهاتفية بين الرئيسين على خلفية رسالة التعزية التي بعث بها أردوغان لريفلين بعد تفجير اسطنبول الذي قتل فيه ثلاثة إسرائيليين. وفي المكالمة شكر ريفلين أردوغان على التعزية، فرد الرئيس التركي: «نحن مستعدون للتعاون في الموضوع مع إسرائيل ضد الإرهاب».
وأضاف أردوغان «بودي إشراكك في الحزن العميق الذي شعرت به عند سماعي بمقتل المواطنين الإسرائيليين الثلاثة، الذين كانوا في اسطنبول يتنزهون، ويزورون المدينة». وحسب كلامه، بعد العملية حرصت أجهزة كثيرة على تقديم العون، وبينها على وجه الخصوص كانت الطائفة اليهودية، و «بعد العملية، أمرت فورا الأجهزة ذات الشأن بفعل كل ما هو مطلوب من أجل تقديم المساعدة. وبشكل فوري شارك حاكم اسطنبول، وزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير الصحة من أجل المساعدة. وأحسست أيضاً أن طائفتنا اليهودية، وهي جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، وفرت كل مساعدة مطلوبة. تحدثت إلى الحاخام الأكبر اسحق حليبة، وأيضا مع رئيس الطائفة اليهودية».
ورد ريفلين: «بودي الإعراب عن تعازي للشعب التركي بأسره ولك شخصياً. كما أود الامتنان لك على كل العون الذي قدمتموه والمساعدة على نقل الضحايا إلى إسرائيل بكرامة. سيدي الرئيس، الإرهاب هو الإرهاب، والحياة هي الحياة، والدم هو الدم في اسطنبول، في بروكسل، في باريس وفي القدس. ونحن ملزمون بالوقوف سوياً في النضال ضد هذا الإرهاب الفظيع».
وأقر أردوغان بوجوب تعاون الدولتين في مكافحة الإرهاب، وقال «أنا أؤمن أنه ضد هذا الإرهاب علينا الوقوف سويا، مع الأسرة الدولية، لاتخاذ موقف واضح وقوي ضده ولزيادة التعاون ضد كل عمليات الإرهاب. نحن مستعدون للتعاون في هذا الشأن مع إسرائيل ضد الإرهاب». وأضاف، على خلفية تفجيرات بروكسل، أن «الهجمات الإرهابية في بلجيكا هي أمر خشينا من وقوعه. ليس هناك إرهاب جيد وإرهاب سيئ، كله شر. علينا محاربة هذا الشر. سنصلي معا من أجل أن لا يتكرر وقوع مثل هذه الهجمات».