موسكو: واشنطن وافقت على عدم مناقشة مصير الأسد حالياً

11
حجم الخط

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الجمعة، أن الولايات المتحدة تفهمت موقف موسكو بأنه ينبغي عدم مناقشة مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد في الوقت الراهن، بحسب ما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.

وقال ريابكوف، تعليقاً على نتائج زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لروسيا: إنه و"إلى حد بعيد.. العملية السياسية الحالية أصبحت ممكنة لأن موسكو وجدت تفهماً في واشنطن- على المدى البعيد- لموقفنا الأساسي بأنه ينبغي ألا تطرح قضية مستقبل الرئيس السوري على جدول الأعمال (بالمفاوضات) في المرحلة الحالية".

يأتي هذا في ظل انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات السورية السورية التي تجري في جنيف برعاية الأمم المتحدة وبتنظيم أمريكي روسي مشترك، يشكل فيها مصير الأسد نقطة الخلاف الرئيسية بين الطرفين، ويتوقع أن تُستأنف في وقت لاحق الشهر المقبل أبريل/ نيسان.

ومن موسكو، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الخميس، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره سيرغي لافروف، في ختام اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنهما اتفقا خلال المباحثات التي استمرت أكثر من أربع ساعات على وجوب إعداد مشروع دستور جديد في سوريا بحلول شهر أغسطس/ آب المقبل.

وأضاف كيري أنهما اتفقا على وجوب الضغط على كل من نظام بشار الأسد والمعارضة السورية من أجل حصول انتقال سياسي في سوريا.

وفي حين لم يوضح الوزير الأمريكي ما إذا كان تطرق في مباحثاته مع بوتين إلى مصير الأسد الذي يشكل نقطة خلاف بين موسكو وواشنطن، أكد أن البلدين اتفقا على أنه يتعين على الأسد أن "يفعل ما يلزم"، وأن ينخرط في عملية السلام.

وكان مبعوث الأمم المتحدة، استافان دي ميستورا، قد اعتبر أن مسألة الانتقال السياسي في سوريا هي "أم القضايا كلها"، في لمز بإلحاح وفد نظام الأسد على عدم مناقشة مصير الأسد، وطالب دي مستورا وفد النظام بـ"التحلي بالواقعية" بهذا الشأن.

وكان الخلاف بشأن مصير الأسد هو السبب الرئيسي وراء فشل جهود سلام سابقة بذلتها الأمم المتحدة في عام 2012 وفي عام 2014؛ من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، والتي قتل فيها أكثر من 250 ألف شخص وأثارت أزمة لاجئين.

وتصر المعارضة الرئيسية إلى جانب الولايات المتحدة، حتى ما قبل هذا الإعلان، ودول غربية أخرى، منذ فترة طويلة، على أن أي اتفاق سلام يتعين أن يتضمن رحيل الأسد عن السلطة؛ في حين يقول نظام الأسد وروسيا إن الاتفاقات الدولية التي تضمن عملية السلام لا تتضمن أي عبارة تشير إلى ذلك.

وبدا الأسد أكثر طمأنينة من أي وقت مضى عندما بدأت أحدث جولة محادثات بعد أن ساندته حملة عسكرية روسية.

لكن سحب روسيا المفاجئ لأغلب قواتها، خلال الأيام القليلة الماضية، فُهم منه على نطاق واسع أن موسكو تتوقع من حلفائها السوريين أخذ محادثات جنيف على محمل الجد.