عملية القتل في الخليل رصاصة في ظهر الجيش الإسرائيلي

20162503220949
حجم الخط

شريط قصير من بضع ثوان يمكنه أن يغير وجه المعركة ضد موجة «الارهاب» الحالية، ليس أقل من ذلك. فليس صدفة أن خرج رئيس الاركان ووزير الدفاع عن طورهما لشجب الحدث. ففضلاً عن الوجه القيمي، فان هذا الشريط هو مادة متفجرة حقيقية، وثمة تخوف من أن يشعل الميدان الذي هدأ قليلا بالذات في الآونة الأخيرة. لقد القى رئيس الاركان آيزنكوت، الشهر الماضي، خطابا نال لقب «خطاب المقص». فقد سارع سياسيون من اليمين لجعله مقتلع اسرائيل ومسوّد وجه جنوده على الملأ. لم يأخذ أحد بالحسبان أن يكون رئيس الاركان ربما يعرف شيئا ما آخر من التحقيقات التي اجريت في الجيش، بل ربما في المنطقة ذاتها التي قتل فيها مقاتل من كتيبة شمشون، أول من امس، فلسطينيا جريحا دون أن يعرض هذا حياته للخطر. حاول وزراء في المجلس الوزاري خلق خازوق لايزنكوت في الجلسة التي عقدت بعد بضعة ايام من الخطاب. ولكن رئيس الاركان لم يتشوش. اذا كنتم تريدون تغيير تعليمات فتح النار فيتعين عليكم أن تزيحوني من منصبي، قال لهم. وشرح آيزنكوت بانه لو كان يسمح باطلاق النار على كل من يحمل سكيناً او مقصاً لكان مئات آخرون من القتلى الفلسطينيين. وعندما سُئل، هذا الاسبوع، في مداولات مغلقة، قبل حادثة الخليل، أول من أمس، اذا كان نادما على الخطاب، أوضح بانه ليس نادما على الاطلاق. فتعليمات فتح النار، قال، لا يمكن أن يغيرها الا النائب العسكري الرئيس والمستشار القانوني للحكومة. لقد بدت حادثة أول من أمس، الاخطر ليس فقط في موجة «الارهاب» الحالية، حين يكون لا يزال الجيش يصر على عدم تسميتها انتفاضة، بل في السنوات الاخيرة. فهذه الحادثة لا تشبه الحدث الذي خرج فيه قائد لواء بنيامين، العقيد اسرائيل شومير، من سيارته وأطلق النار نحو راشقي الحجارة أو المقدم شالوم آيزنر الذي هاجم متظاهرين بسلاحه الشخصي، وهي حوادث يمكن ربما تعليلها بفقدان السيطرة تحت الضغط أو النشاط العملياتي. فالصور هذه المرة تتحدث من تلقاء ذاتها. وهي باعثة على القلق ليس فقط بسبب اطلاق النار، بل بسبب السلوك غير المبالي لباقي الجنود والقادة الذين كانوا في الموقع. هكذا تتصرف أيضا قوى الاخلاء المدنية. لم يبلغ أحد منهم عن الحدث. وشريط «بتسيلم» فقط هو الذي رفع القصة الى علم القادة العسكريين وتحقيق الشرطة العسكرية. حين يقول مقربو الجندي انه «اطلق النار لأنه خاف ان يكون المخرب مع حزام ناسف»، فانهم يقدمون رواية اشكالية: اذا فكر هكذا، فلماذا لم يطلق النار فورا بل استغرقه ست دقائق لعمل ذلك؟ وماذا عن باقي المقاتلين، أولم يلاحظوا الحزام؟ يمكن التقدير بان الجندي سيكون صعبا عليه أن يخرج من التحقيق دون لائحة اتهام بالقتل غير المتعمد وربما المتعمد، وسيمكث في المعتقل الى ان يتخذ الادعاء العسكري العام قرارا في الموضوع. مع كل الانتقاد الخطير لسلوك الجندي، تستحق الثناء معالجة قيادة الجيش الاسرائيلي، والتي كانت صحيحة وفورية. فالحدث يعلمنا ايضا بان لوجود ونشاط منظمات مثل «بتسيلم» أهمية كبيرة، وخيراً يفعل الجيش اذا ما شدد التعاون معها، إذ وحده لا يمكنه أن يقضي على حالات خطيرة كهذه. وكلمة عن لواء كفير الذي ينتمي له الجندي مطلق النار. فهذا اللواء المرقط يوجد في قلب الاحتكاك في «المناطق»، وهي مهمة غير سهلة. وخلافا لألوية اخرى تخرج للانتعاش في جبهات اخرى، فان مقاتلي «كفير» يتواجدون بشكل دائم في القرى، في الحواجز، وفي الاعتقالات. وفي السنة الاخيرة، مع تسلم قائد جديد للواء هو العميد غي حزوت، جرى عمل جذري لاقتلاع ظواهر مرفوضة. يبدو أنه رغم الانخفاض في حجم الحالات الخطيرة، لا يزال لقائد اللواء المزيد من العمل ليقوم به.

عن «يديعوت»