يتحكم الدماغ البشري في المشاعر التي يعيشها الإنسان، ومنها الشعور بالألم، لذلك تعتبر العلاقة بين العقل والجسد علاقة وطيدة، فيمكن قبل أن تتوجه لعلاج المرض الذي ألمّ بك بالطرق الطبية التقليدية، اللجوء إلى عقلك واستخدامه لتخفف من شعورك به أو التخلص منه تماماً.
هناك عدة طرق لفعل ذلك، تحدثت د.سوزان هيتلر عن خمس منها في مقال لها بموقع "علم النفس اليوم" وهي:
أولاً، الاسترخاء، وهذا يختلف عن التمدد أمام التلفاز ومشاهدته، بل يعني أخذ راحة عميقة لفترة من الزمن، يكون فيها ذهنك هادئاً وجسمك مرتاحاً فسيولوجياً؛ إلى جانب ذلك، هناك عدة تقنيات تهدئة يمكنك استخدامها أثناء فترة الراحة مثل التأمل والتنفس بوتيرة معينة.
ثانياً، توقف عن القلق وتوتر الأعصاب، تعلم أن تكون أكثر إدراكاً لأفكارك، وتتوقف دائماً لتقيّم أسباب مخاوفك تقييماً واقعياً، فإذا كانت الأسباب واقعية ومخاوفك مبررة ففكّر عملياً ما الذي عليك فعله لحل المشكلة ودفع الخطر أو الخوف، فالتقليل من القلق والأفكار المزعجة يقلل من الألم الجسدي، وينصح أيضاً بالاستعانة بمتخصص نفسي يستخدم أسلوب العلاج المعرفي السلوكي إذا كانت المخاوف تسيطر عليك كثيراً.
ثالثاً، عبّر عن مشاعرك؛ المشاعر هي عبارة عن طاقة إذا قمت بكبتها استهلكت منك طاقة جسدية تسبب لك الألم.
في هذا السياق قالت دراسات سابقة إن هناك علاقة بين المشاعر المكبوتة والصحة الجسدية الضعيفة، فالكبت يجعلك عالقاً غير قادر على تجاوز ما تتجنب الحديث عنه، وبالمقابل الكتابة أو الحديث عن مشاعرك، أو حتى الجلوس والتركيز وإدراك الشعور يحسّن من شعورك، ومن ثم يتحسن وضعك النفسي ويذهب ألمك الجسدي.
رابعاً، اضحك؛ فعندما تضحك يفرز جسدك الأندورفينز، وهو مسكن الألم الطبيعي الذي يفرزه الجسم، من المفهوم أنك عندما تعاني من ألم الظهر أو أي ألم آخر تظن أن لا شيء في الحياة يستحق الضحك، لكن جرب أن تشاهد فيلماً أو مسلسلاً مضحكاً أو أن تقرأ كتاباً مسلياً أو تقابل أشخاصاً مرحين.
خامساً، عالج صدماتك النفسية السابقة، العديد من الدراسات بيّنت وجود علاقة بين الصدمات النفسية التي عاشها الإنسان في الماضي وبين إصابته لاحقاً بآلام مزمنة منها آلام الظهر.
الأحداث الصادمة تخزن كثيراً من مشاعر الخوف والغضب إلى جانب مشاعر سلبية أخرى، وتعلق هذه المشاعر في العظام والعضلات وأعضاء جسدك بشكل مزمن، وعليه؛ دونَ استخدام الأدوية يمكنك الاستعانة بالعلاج بالكلام، الذي يساعدك على تفكيك الصدمة النفسية، والتخلص من أثرها المستمر على نفسك وجسدك.