رغم تعليق الحكومة الصهيونية خططها لإحضار ما تبقى من أعضاء الجالية اليهودية الأثيوبية، بدعوى نقص التمويل، إلا أنها وافقت مؤخراً على صفقة سرية لتجديد الهجرة لأفراد قبيلة في شمال شرق الهند تحت ذريعة أنهم من نسل بني إسرائيل القدماء.
تتساءل إحدى أعضاء المعارضة في الكنيست الإسرائيلي العاملة في لجنة شؤون الهجرة واستيعاب الشتات، كسينيا سفيتلوفا (عضوة في الاتحاد الصهيوني)، لماذا تنسخ الحكومة مجموعة واحدة تلو الأخرى؟ مضيفة سؤالاً ثانياً: لماذا ترفض الحكومة الكشف عن تفاصيل قرارها بجلب 700 من الرعايا الهنود إلى إسرائيل، الذين لا يعتبرون يهوداً بموجب القانون، ومن ثم تعمل على تحويلهم إلى اليهودية؟
وكتبت كسينيا استجواباً رسمياً قدمته إلى وزير استيعاب المهاجرين زئيف الكين يوم الاثنين، جاء فيه: "اتضح أن هناك ميزانية. فبينما نتخلى عن اليهود الإثيوبيين، يجري بهدوء وبطريقة سرية استحضار المئات من أعضاء مجتمع بني منشيه، وهم النسل الوحيد المعرو من بين 10 قبائل مفقودة."
وأضافت: "وبينما يعيش الأثيوبيون في خطر دائم، وفي ظروف سيئة، منتظرين الهجرة إلى إسرائيل، تقوم الحكومة باستحضار قبيلة بني منشيه من الهند - التي لا تزال يهوديتهم بحاجة إلى توضيح- على نحو عاجل.
وتطرح كسينيا تساؤلاً جوهرياً آخر: أين يتم إسكان هؤلاء المهاجرين، وتتبعه بالإجابة بأن إسكان مهاجري بني منشيه تتم في مستوطنات الضفة الغربية. مشيرةً إلى أن هذا يحدث بعيداً عن أعين الجمهور.
ويقود حملة استحضار قبيلة بني منشيه إلى إسرائيل، منظمة خاصة تدعى "شافي إسرائيل" والتي تهدف إلى إرجاع "اليهود المفقودين" إلى جذورهم.
ويعد مؤسس هذه المنظمة شاب أمريكي اسمه مايكل فرويند، وهو مساعد سابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكان وزير الداخلية السابق سيلفان شالوم، قبل أن يستقيل بسبب مزاعم سوء السلوك الجنسي، قد وافق على اقتراح تم تقديمه للحكومة من أجل تجديد الهجرة من هذه القبيلة الهندية وجلب أكثر من 700 عضوا آخر من أعضائها.
ونظراً إلى استنفاذ "شافي إسرائيل" حصتها في قرارين سابقين من قبل الحكومة في السنوات الأخيرة، يتطلب استحضار "بني منشيه" إلى إسرائيل موافقة حكومية خاصة، بسبب عدم اعتبار أفراد هذه الجماعة يهوداً بموجب القانون الإسرائيلي، وبالتالي فهي ليست مؤهلة للحصول على الجنسية التلقائية بموجب قانون العودة. ولأن الحكومة الهندية تحظر التحويلات الدينية على أراضيها، فإنه يتم إحضار قبيلة بني منشيه لإسرائيل من أجل هذا الغرض.
في وقت واحد، أرسلت بني منشيه للعيش في المستوطنات اليهودية خارج حدود إسرائيل المعترف بها دوليا. ورغم ذلك، وخلال السنوات الأخيرة، استقر هؤلاء داخل "الخط الأخضر"، وتحديداً في البلدات اليهودية العربية المختلطة في كثير من الأحيان.
في الشهر الماضي، أوقفت الحكومة خططاً لاستحضار ما يزيد عن 9000 عضوا آخر من مجتمع الفلاشا في إثيوبيا تبعاً لاعتبارات متعلقة بالميزانية. ويطبق هذا القرار بالأساس على أولئك الذين لديهم أفراد من العائلة في إسرائيل. ويعد أفراد الفلاشا من اليهود الذين أجبروا على اعتناق المسيحية. والذين أيضاً مجبرون على الخضوع لتحويل ديانتهم إلى اليهودية لدى دخولهم الى اسرائيل.
وطالبت كسينيا سفيتلوفا - وهي صحفية سابقة ولدت في روسيا وتخدم ولايتها الأولى في الكنيست - في منشور فيسبوكي من الكين "أن يكشف عن الميزانية لهذه العملية المشكوك فيها، والتحقق من أولوياتها، وأيضا سبب الاحتفاظ بجميع هذه التفاصيل سراً.
تجدر الإشارة إلى أن القرارين السابقين الذين اتخذتهم الحكومة لاستحضار أفراد قبيلة هندية إلى إسرائيل منشورين على الموقع الإلكتروني لمكتب رئيس الوزراء.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء رداً على سؤال لصحيفة هآرتس أن سبب عدم نشر القرار الأخير المتعلق باستحضار المزيد من أفراد القبيلة الهندية أن مثل هذا القرار لا يمكن نشره لأنه "سرية" ولا يمكن الحصول على نسخة منه.