زار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مساء السبت، موقع اعتصام المئات من أنصاره عند بوابة المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، في حين رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مهلة تشكيل الحكومة الجديدة، فيما دعت الأمم المتحدة الكتل السياسية إلى دعم العبادي في إصلاحاته.
وتجوّل الصدر في المكان وسط حراسته، متحدياً كل الإجراءات الأمنية المشددة حول المنطقة الخضراء، وسط هتافات من قبل أتباعه المعتصمين.
وكان الصدر قد تراجع في اللحظات الأخيرة -بعد ضغوطات ووساطات- عن إذاعة بيان قالت مصادر مقربة منه إنه كان ينوي دعوة أتباعه إلى تصعيد اعتصامهم ومحاصرة مقار الوزارات العراقية التي تقع خارج المنطقة الخضراء بإقامة اعتصامات قربها، في حال عدم تقديم العبادي أسماء مرشحيه لتولي حقائب وزارات الحكومة الجديدة السبت.
ويطالب المعتصمون عند بوابة المنطقة الخضراء بإنهاء المحاصّة السياسية التي أقرها كبار قادة الأحزاب الحاكمة منذ 13 عاما، واختيار وزراء "تكنوقراط"، وفتح ملفات الفساد التي ارتكبتها هذه الأحزاب.
ووصل الصدر إلى بغداد قادماً من مقره في مدينة النجف جنوب العاصمة العراقية، السبت، وفقاً لأحد مساعديه العسكريين.
وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنه يتعهد بدعم إصلاحات العبادي إذا كانت "مقنعة"، ويهدد من يرفض التصويت عليها، داعياً المعتصمين والمتظاهرين إلى الحفاظ على السلمية.
وبدأ أتباع الصدر اعتصاماً منذ أكثر من أسبوع خارج المنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة في بغداد؛ للضغط على الحكومة لتنفيذ تعهداتها الخاصة بمكافحة الفساد؛ وكان من المقرر أن يستمر الاعتصام حتى نهاية الشهر.
ويعاني العراق، وهو عضو في أوبك ويعتمد على صادراته النفطية للحصول على أغلب عائداته، من الفساد وسوء الإدارة منذ سنوات طويلة.
وجاء في المرتبة 161 من بين 168 دولة في المؤشر السنوي للفساد لعام 2015 الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية.
وفي المقابل، قال العبادي إنه لم يتمكن حتى الآن من الانتهاء من تسمية وزراء مرشحين للتشكيلة الحكومية التي وعد بها، والتي قال إنها ستكون من المتخصصين (تكنوقراط)، رافضاً تحديد موعد لتقديم هذه التشكيلة.
من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -الذي يزور بغداد- الكتل السياسية إلى دعم مشروع الإصلاحات التي يقوم بها العبادي.
وقال في كلمة أمام مجلس النواب: "أدعو كل قادة البلاد هنا اليوم إلى المضي قدما في جهودهم تجاه رؤية موحدة للتقدم في مشروع المصالحة الوطنية في العراق".