كفى كذبا!

thumbgen (17)
حجم الخط
 

ليس على ألسنة العقلاء فى أمة العرب هذه الأيام سوى كلمة «كفي» فالذى جرى للعراق وسوريا واليمن وليبيا على مدى السنوات الخمس الأخيرة أصبح أمرا فوق الطاقة وفوق كل احتمال.
العقلاء يرددون صباح مساء كلمة «كفي» بعد أن انكشفت المؤامرة وأصبحت أوطان الأمة على شفا التقسيم والانهيار الكامل للدولة الوطنية تمهيدا لنشوء الدويلات الطائفية والمذهبية والعرقية والقبول بالخضوع للوصاية الدولية والسماح بإقامة القواعد العسكرية الأجنبية.
أى زمن وأى عار وأى انحطاط أسوأ من ذلك الذى وصلنا إليه باسم الثورة وتحت راياتها التى قيل لنا إنها رايات الربيع التى تزهر فيها الحدائق والبساتين فإذا بنا نعايش أسوأ مواسم الخريف التى تتساقط فيها أوراق الأوطان بأكثر مما تتساقط أوراق الأشجار!
ما ذنب الشيوخ والنساء والأطفال الذين عايشوا طوال هذه السنوات الخمس العجاف أوضاعا دموية وعاصفة مليئة بالدمار والخراب والقتلى والمشردين فضلا عن تنامى الانقسامات والأحقاد الاجتماعية التى أصبحت عنوانا للمجتمعات العربية بل وفى داخل الأسرة الواحدة نتيجة الظروف المأساوية التى أفرزت ذل الحاجة لأبسط الاحتياجات الضرورية اللازمة لاستمرار المعيشة الآدمية!
هل كل هذه الأثمان الباهظة لا تكفى لكى نقول لمحترفى المعارضة والنشطاء وساكنى الفضائيات كفاكم تجارة بمصير الشعوب والأوطان التى لم يتبق منها سوى مجتمعات ممزقة وأنظمة منهارة وحدود توشك على الزوال لتحل محلها حدود التقسيم وفق مخطط الشرق الأوسط الذى دشنته كونداليزا رايس قبل 10 سنوات وتبنته كتائب الثورجية المدعومة بالتمويل الأجنبي!
كفى كذبا على هذه الشعوب المغلوبة على أمرها والتى توهمت قدوم الحرية والرخاء والعدل الاجتماعى فإذا بها تقع فريسة للفقر والقهر والتفكك بعد أن خلت الساحة لصناع الفوضى وتجار الإرهاب من الجماعات الأصولية الإرهابية التى تحظى بالدعم والرعاية والتمويل من جانب صناع أجندات التغيير تحت رايات الفوضى الخلاقة.. وليت قومى يعلمون!
خير الكلام:
<<أنعيش أذنابا وكنا رؤساًّ.. وتعبث فى غاب الأسود ظباءُ!

عن الاهرام