يعتبر الشاعر كامل الشناوي موهوب جيله وسابق عصره وشخصية اسطورية، حيث كان شاعر رقيق الحس ومبدع في كتابة كلمات القصائد، كما انه كان ايضا صحفي لامع صنع مجدا كبيرا في مجال الصحافة، فتولى رئاسة تحرير مجلة آخر ساعة كما عمل بجريدتي أخبار اليوم والأهرام ثم عمل رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية ونال “وسام الجمهورية” تكريما وتقديرا لدوره.
أثارت قصيدته “لا تكذبي” الكثير من الجدل قبل نصف قرن من الأن، وذلك لأنها تعبر عن قصة واقعية عاشها الشاعر مع حبيبته التي قيل وقتها انه مطربة مشهورة و زعم الكثيرون انها الفنانة “نجاة الصغيرة” على الرغم من نفيها ذلك أكثر من مرة، ولكن لم تستطع نجاة اخفاء اعجابها بكلمات القصيدة فور سماعها وهو ما جعلها تقرر غنائها على الفور، كما غنى هذه القصيدة بعد ذلك ايضا العندليب الأسمر “عبد الحليم حافظ” و الموسيقار “محمد عبد الوهاب” ملحن القصيدة.
وعن قصة حب الشناوي الأليمة قال صديقه الصحفي المصري الراحل مصطفى أمين في كتابه الشهير “شخصيات لا تنسى”: “عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وحطمه، فلقد أعطى كامل لهذه المرأة كل شيء المجد والشهرة والشعر ولم تعطه شيئا أحبها فخدعته أخلص لها فخانته جعلها ملكه فجعلته أضحوكة”. ووصف اجواء كتابة الشناوي للقصيدة بانها كانت اجواء حزينة حيث جلس في غرفة مكتب مصطفى أمين في شقته بالزمالك واخذ في كتابة القصيدة وهو يبكى، وفور أن أنتهى من كتابتها حتى قرر أن يكلم المطربة التي يحبها ليلقيها عليها وهو يتألم، ووصف ردها عليه بأنه كان خاليا من المشاعر حيث قالت له أنها أعجبت بالكلمات وتود أن تغنيها مما جعله يغلق الهاتف وينفجر في البكاء.
كشف الكاتب “احسان عبد القدوس” بعد ذلك عن قصة حب الشناوي كاملة عندما قرر أن يكتبها في حلقات نشرت في جريدة “الأهرام” تحت عنوان “وعاشت بين أصابعه”، وهو ما أكد للجميع أن شخصية حبيبته هي المطربة “نجاة” واخذ قراء القصة في الاتصال بها وتجريحها على ما تفعله بالشاعر، مما دفعها منذ ذلك اليوم إلى مقاضاة كل من يربط اسمها بالقصيدة أو بعلاقتها بحب “كامل الشناوي”.
كتب “كامل الشناوي” عدة قصائد تخلد قصة حبه مثل “حبيبها” و “لست قلبي” وقام بغنائهما “عبد الحليم حافظ” وظل قلب الشناوي مخلصا لقصة حبه حتى مات مكتئبا في 30 نوفمبر1965.