لويس إنريكي ’’بارسا مدريدي‘‘ قال له روبسون: من أنت؟

تنزيل (2)
حجم الخط

على مدار تاريخ الكلاسيكو الذي انطلقت أولى مبارياته منذ 112 عاماً، فإن هناك 33 لاعباً فقط هم الذين نالوا شرف اللعب للغريمين التقليديين، من بينهم 20 لاعباً انتقلوا مباشرة، و13 آخرين كان انتقالهم غير مباشر، ولكن في النهاية فإنهم نالوا شرف اللعب لعملاقي الكرة الإسبانية خاصة والعالمية عامة.

من بين أبرز هؤلاء اللاعبين الأسطورة دي ستيفانو، والألماني برند شوستر، والبرتغالي لويس فيجو، والكاميروني صامويل ايتو، والدنماركي مايكل لاودروب، والبرازيلي رونالدو، والأرجنتيني سافيولا، إلى جانب لويس إنريكي، مدرب برشلونة الحالي.



"الخائن"، هكذا تطلق جماهير ريال مدريد على إنريكي، الذي ارتدى قميص الملكي لمدة 5 سنوات منذ عام 1991 إلى 1996، وحقق مع الميرينجي 3 بطولات خلال تلك الفترة، وهي الدوري الإسباني، موسم 1994 – 1995، وكأس الملك موسم 1992 – 1993، وكأس السوبر الإسبانية عام 1993.

وخلال هذا الفترة، شارك إنريكي في فوز تاريخي لريال مدريد على برشلونة بخماسية نظيفة، كان للتشيلي زامورانو نصيب الأسد فيها بثلاثية، ونجح إنريكي في تسجيل الهدف الرابع في المباراة التي أقيمت على ملعب ساناتياجو برنابيو عام 1995 في الموسم الذي حصل فيه الملكي على الليجا.

اللعب لريال مدريد كان حلماً لإنريكي، فقد تألق الشاب مع ناديه سبورتنج خيخون، وأحرز 14 هدفاً وقاد الفريق للمركز الخامس في الليجا، مما دفع الميرينجي للتعاقد معه عام 1991، وكان أول تعليق لإنريكي بعد انضمامه للملكي "على المستوى الشخصي لم أكت أتوقع أن نادياً كبيراً مثل ريال مدريد يمكن أن يطلب التعاقد معي. لم أحلم بريال مدريد بعد عام ونصف العام في خيخون، ولكن الأخير يريد الأموال وبالتالي تمت الصفقة".

ورغم الضغوط الكبيرة وسط نجوم من الطراز الأول على شاكلة فرناندو هييرو وايمليو بوتراجينيو ومايكل لاودروب، فإن إنريكي بدا واثقاً في خطواته الأولى مع ريال مدريد، وتكيف سريعاً.

وتحت قيادة الهولندي ليوبنهاكر، لعب إنريكي تقريباً في كل المراكز باستثناء حراسة المرمى ومركزه المفضل، خط الوسط المهاجم، ورغم أن إنريكي كان لاعباً أساسياً في تشكيل الريال، إلا أنه لم ينل نصيبه من الأضواء والشهرة في برنابيو، حيث كان دائماً الجندي المجهول في الكتيبة المدريدية.

ربما كانت هذه النقطة هي التي دفعت إنريكي نحو اتخاذ القرار الصادم لجماهير الريال، عندما توجه نحو الغريم التاريخي برشلونة بعد نهاية عقده مع الملكي، حدث ذلك في عام 1996، ووقتها لم يكن برشلونة يملك مدرباً بعد رحيل الهولندي يوهان كرويف، الذي أبرم الاتفاق مع إنريكي، وحلّ محلّه الإنجليزي بوبي روبسون.



تحدث إنريكي عن انتقاله للبارسا بقوله "هذا شعور مثير، نشعر جميعاً بالسعادة. هذا عهد جديد بالنسبة لي وللنادي".

ولكن التعليق الصادم الأول جاء عن طريق روبسون الذي قال :"لا أعرف إنريكي.. ولكن القرار في يد برشلونة".

ويتذكر إنريكي موقفاً محرجاً تعرض له مع روبسون، حيث دخل المدرب الإنجليزي للمرة الأولى إلى غرفة خلع الملابس، ونظر إليه وإلى زميله في المنتخب الإسباني خوان انطونيو بيزي، وسأل المدرب المساعد وقتها جوزيه مورينيو بقوله "من هؤلاء؟"، وقتها قال إنريكي في نفسه "المدرب لا يعلم من نحن، مع أننا لاعبون دوليون".

ورغم هذه البداية غير المشجعة، فإن روبسون أدرك قيمة إنريكي، وأصبح الأخير يشكل قوة هجومية هائلة مع البرازيلي رونالدو، وأحرز إنريكي 18 هدفاً في موسمه الأول مع البارسا، والغريب أن ما أحرزه إنريكي في موسم واحد مع البارسا عادل ما سجله في 5 مواسم مع ريال مدريد.

لعب إنريكي في صفوف برشلونة منذ عام 1996 إلى 2004، وحقق خلال تلك الفترة 5 بطولات محلية، 2 ليجا و2 كأس الملك، وكأس السوبر، إضافة إلى بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، وكأس السوبر الأوروبي، وأحرز 109 هدفاً في 300 مباراة.

وكانت جميع بطولات البارسا في الفترة من 1996 إلى 1999، حيث كانت الأعوام الأربعة الأولى من الألفية الثانية "عجافاً" على برشلونة في الليجا، الذي تبادل الفوز به في تلك المواسم ديبورتيفو لاكورونيا، وريال مدريد وفالنسيا، ثم عاد برشلونة من بعيد موسم 2004 – 2005 ليفوز باللقب الغائب منذ 1999.



بدأ إنريكي مشواره التدريبي عام 2008، وتولى مهمة الفريق الثاني لبرشلونة، ثم انتقل إلى روما الإيطالي وسلتا فيجو الإسباني، وأخيراً برشلونة الذي تولى قيادته عام 2014 بعد موسم كارثي للأرجنتيني تاتا مارتينو، ونجح إنريكي في حصد الثلاثية "الليجا وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا"، ويبدو أنه يقترب من تكرار الإنجاز للموسم الثاني على التوالي.