الصحافة العبرية :اخذنا صفعة روسية بعد ان حاولنا التملق لهم

thumb (3)
حجم الخط

 / ما زالت العلاقات الروسيّة-الإسرائيليّة مثار جدل ونقاش داخل الدولة العبريّة، حيث يُحاول الإعلام العبريّ سبر أغوار هذه العلاقة بين البلدين، للحصول على إجاباتٍ فيما إذا كانت هذه العلاقة تعود بالفائدة على تل أبيب، أمْ أنّ نتائجها سلبية، في ظلّ التحالف الإستراتيجيّ بين إسرائيل والولايات المُتحدّة الأمريكيّة.


وفي هذا السياق رأت صحيفة (معاريف) الإسرائيليّة أنّ سياسة إسرائيل الاسترضائية، أيْ سياسة الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، تجّاه روسيا تلقت صفعة مدوية أخرى، فالرئيس فلاديمير بوتين حذّر إسرائيل من أنّ تبيع أدوات قتالية فتاكة لأوكرانيا، وقال بوتين إنّ بيع عتاد إسرائيليّ لأوكرانيا لن يحقق هدفه، وأنه سيؤدّي إلى وقوع ضحايا أبرياء آخرين ولن يُغيّر الواقع في الميدان.


وبحسب الصحيفة العبريّة، التي اعتمدت على مصادر سياسيّة، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، فقد تطرق بوتين بقوله هذا إلى تقارير جاءت من إسرائيل، ورد فيها الحديث عن اقتراح بيع أوكرانيا منظومة سلاح متطورة كرد وانتقام من القرار الروسيّ بالمصادقة على العقد الموقّع مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة قبل سبع سنوات وتزويد النظام في طهران بصواريخ وبطاريات مضادة للطائرات من نوع S-300.


وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه في إسرائيل غضبوا من القرار الروسيّ لدرجةٍ أنّه لم يتّم التصريح علنيًا عن الغضب الإسرائيلي، واقتصر الأمر على اتصال هاتفيّ أجراه رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، بالرئيس بوتين، حيث أبدى له احتجاجه على هذا القرار.


وبحسب المصادر الإسرائيليّة عينها، فإنّ بيع بطاريات S-300 وإنْ كانت من نموذج قديم وأقل تطورًا تعتبر دائمًا في المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة عملية تجعل من الصعب جدًّا على سلاح الجو الإسرائيليّ أنْ يتحرك ضدّ المواقع النووية الإيرانية في حال اتخذ هذا القرار ذات مرة رغم أنّ احتمال وقوع ذلك هو احتمال متدنٍ جدًا، كما قالت المصادر نفسها.


وقالت الصحيفة العبريّة أيضًا إنّ من فاجأنا في ردّه على القرار الروسي كان الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، الذي قال إنّه توقّع منذ زمن بعيد أنْ تفعل روسيا ذلك، وأنّ مفاجأته الوحيدة أنّ بوتين مدد مرة تلو الأخرى فترة تجميد الصفقة، ويمكن التأكيد أنّه ووفق قرار مجلس الأمن الدوليّ لا يوجد ما يمنع بيع إيران أسلحة دفاعية، وهذا ما يقوله الرئيس الروسيّ بوتين أيضًا. 

وتابعت المصادر ذاتها قائلةً إنّه منذ سنين تتخذ إسرائيل سياسة تصالحية تجاه الكرملين لسببين: الأول، الأمل بأنْ يُعوّض ذلك عن الامتناع عن تنفيذ صفقة السلاح مع إيران، وللأسف الشديد لم يحدث ذلك، والثاني، الخشية من روسيا، وهكذا في الساعة التي يتواجه فيها نتنياهو مع حليفته الأكبر يتصرف وكأنّه ورقة في مهب الريح أمام بوتين.


وكما هو معروف لم ينفع ذلك إسرائيل، ومؤخرًا، تابعت الصحيفة، حذّر بوتين إسرائيل، في الماضي خانت إسرائيل جورجيا وكفت عن بيعها العتاد في أعقاب الاجتياح الروسي لها في العام 2008، هكذا تتصرف إسرائيل مع الأزمة في أوكرانيا على سبيل المثال، إسرائيل وإيران هما من الدول القليلة التي لم تستنكر الاجتياح الروسيّ لشبه الجزيرة في القرم وضمها للاتحاد الروسيّ، الأمر الذي أثار استياء الولايات المتحدة الأمريكيّة ودول الاتحاد الأوروبي.


وساقت المصادر في تل أبيب قائلةً للصحيفة العبريّة إنّ إسرائيل لم تكتفِ بالدبلوماسية فحسب، بل لقد اتخذت خطوات عملية على الأرض، ومنذ بداية الأزمة ترفض وزارة الأمن أنْ تُقدّم لتجّار السلاح والمستشارين الأمنيين الإسرائيليين تراخيص بيع العتاد لأوكرانيا، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الصفقات الوحيدة التي نفذت كانت صفقات متاع عسكري خفيف مثل الأحزمة، هذا رغم أنّ أوكرانيا توجهت لإسرائيل في عدة مناسبات وطلبت شراء منظومات عسكرية متطورة، وبشكلٍ خاصٍّ في مجال الاستخبارات والطائرات غير المأهولة.


وخلُصت المصادر في تل أبيب إلى القول، كما أفادت الصحيفة العبريّة، إنّه يتضح مرّة أخرى أنّ التملق الإسرائيليّ لزعيم مثل بوتين غير مجدٍ، ولم يجعله شاكرًا لها، وعلى ما يبدو أنّه من الأسهل أنْ تُواجه حليفًا من دولة ديمقراطية عوضًا عن مواجهة طاغية يعرف كيف ينتقم، على حدّ تعبيرها.

 من ناحيته، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، ألون بد دافيد إنّه على المستوى التكتيكيّ، وضع بوتن لتدّخله عسكريًا في سوريّة، ضمن أهدافه، آلاف عدة من الروس الشيشان الذين انضموا لداعش، لأنّه خشي من أنّه إذا لم يقتلهم على الأراضي السورية فإنّه سيلتقي بهم في موسكو. أكثر من ألف منهم قتلوا في القصف الروسي.


والأهم من ذلك، تابع المُحلل الإسرائيليّ، أنّه أراد أنْ يحجز مقعده على رأس الطاولة التي ستحدد مستقبل سوريّة، وقد حقق ذلك.


ولفت المحلل إلى أنّه لن يكون أيّ حلٍّ في سوريّة من دون روسيا. وأكثر من ذلك: يستطيع بوتين أنْ يُضمّن في أيّ حل مستقبلي في سوريّة مسألة الاعتراف باحتلالاته في اوكرانيا. وبحسبه، سيُحاول بوتين في البداية التوصل إلى اتفاق يستعيد سلامة سوريّة الإقليميّة، على حدّ قوله.