نجح رجل أمن يعمل في جهاز الشرطة في إنقاذ الرضيعة جنا سلامة طميزي (ستة أشهر وعشرة أيام) التي تعرضت للذبح على يد ابن صاحب حضانة منزلية كانت توجد بها، وسط ذهول وصدمة عمت الشارع الفلسطيني جرّاء هذه الجريمة البشعة.
" فور وصولي إلى مسرح الجريمة، قمت بتقديم علاج أولي لها.. أوقفت النزيف الحاد في الأوردة، ونقلتها إلى المستسقى" قال الرقيب سامح راضي الذي يعمل في مركز إصلاح وتأهيل رام الله.
وأضاف، لــ"وفا": "استيقظت من نومي عل صوت صراخ سيدة ونزلت ووجدت جارتنا وقد خرجت مع الطفلة من شقتها والطفلة تنزف.. فكرت مباشرة في إنقاذ الطفلة وأخذتها وتوجهت بأسرع ما يمكن بلباس النوم بسيارة خاصة لقسم الطوارئ حيث تم تقديم الإسعافات اللازمة لها، وذلك بالتزامن مع إبلاغ عمليات الشرطة بالحادث والتي وصلت فورا للمكان لإنقاذ الأطفال الآخرين وإلقاء القبض على الجاني".
ويتابع "صُدمت عندما شاهدت طفلة رضيعة مضرجة بدمائها، وعملت فورا على إغلاق الجرح وتوجهت بها للمستشفى وبقيت هناك لحين تم إجراء عملية جراحية لها لعلاج رقبتها التي جرحت من الوريد الى الوريد، حيث كان البلعوم مقطوعا والشريانين مقطوعين والحمد الله أنني تمكنت من أداء واجبي في الوقت والزمان المناسبين.. ولعل هذه الحادثة/ الجريمة أصعب ما مر علي في عملي الشرطي، فالمنظر لطفلة متخبطة بدمائها لم يكن سهلا رغم ان عملي يوجد فيه الكثير من صدمات، ورغم الصدمة تمكنت من تدارك الأمور وعمل ما هو صحيح لإنقاذ الطفلة".
ويشير الشرطي راضي الى أن العناية الإلهية وحدها ربما حالت دون اعتداء الجاني على أطفال رضّع آخرين تواجدوا في الحضانة المنزلية، وأن أولوياته كانت إنقاذ الطفلة وحماية الأطفال الأخرين الموجودين في البيت/ الحضانة، ويقول: "هذا قاتل يمكن ان يعتدي على أطفال آخرين، وأتمنى من الجهات المسؤولة عن رقابة الحضانات ان تغلق الحضانة المستهدفة على الفور وبشكل كامل، وان يتم متابعة هذا الملف بشكل جدي من أجل وضح حد للحضانات غير المرخصة لحماية حياة أطفالنا التي أصبحت مستهدفة".
والد الطفلة يروي القصة
وفي التفاصيل يقول والد الطفلة سلامة الطميزي لــ"وفا"، إن رجل أمن يعمل في جهاز الشرطة وهو الرقيب سامح راضي، قام فور سماعه صراخا في الشقة المجاورة لشقته في بلدة بيتونيا في محافظة رام الله والبيرة بالوصول إلى الشقة المجاورة التي تقيم فيها صاحبتها حضانة منزلية وترعى فيها 11 طفلا هناك، وقام بتقديم الإسعاف للرضيعة وحملها إلى خارج الشقة واستقل سيارة خاصة تواجدت في المكان وأبلغ عمليات الشرطة بوقوع الحادث.
ويضيف أن ابنته تعرضت للطعن على يد شاب يبلغ من العام 25 عاما، وهو ابن صاحبة الحضانة المنزلية، وذلك بسبب تشاجره مع والدته في وقت سابق صباح اليوم أثناء قيامها بإرضاع الطفلة جنا في المرحلة الأولى، وعاد بعد أن أكملت رضاعتها ووضعتها في مهدها إلى المطبخ واستل سكينا وذبح الطفلة جنا في رقبتها.
ويوضح سلامه أنه لولا لطف الله وتدخل رجل الأمن الذي يقطن في ذات البناية لتوفيت الطفلة نظرا للجروح التي أصيبت بها والتي طالت الأوردة الرئيسية في الرقبة، وأن وضع طفلته ما يزال غير مستقر وهي في قسم العناية بالمستشفى البحريني للأطفال بمجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله.
وطالب سلامه بإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني الذي أقدم على الاعتداء على رضيعته التي لم تكمل عامها الأول، وقال إنه بعد أن بحث عن وضع الشاب القاتل تبين أنه قد ترك عمله منذ شهر وهو يجلس منذ ذلك الحين في البيت، وأنه اعتزل الخروج من المنزل بشكل مفاجئ ما يشير إلى وجود مشاكل لديه، وقد اعتقلته الشرطة وهو يخضع للتحقيق حاليا.
ويعمل والد الرضيعة سلامة طميزي مدرسا في رام الله، وكذلك تعمل زوجته في مدرسة أخرى أيضا، وقالا أنهما وضعا طفلتهما في الحضانة منذ عشرة أيام فقط.
مطالبة بعقوبة رادعة
من جانبه، طالب خال الطفلة الرضيعة فادي زهران بإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني حتى يكون عبرة لغيره ممن يمارسون العنف بحق الأطفال، وقال: لا يمكن قبول قيام شاب في العشرينات من عمره بالاعتداء على طفلة رضيعة عمرها ستة أشهر، ولا يمكن تجاوز ما حدث.
وبين أن غياب الرادع الحقيقي للمجرمين في مثل هذه القضايا يشجع على ارتكابها ويجب على الأجهزة المختصة ايجاد رادع لكل من تسول له نفسه بالاعتداء على الأطفال.
وفي هذا الاتجاه، قال الناطق بلسان الشرطة المقدم لؤي ارزيقات لــ"وفا"، إنه جرى اعتقال الجاني ونقل إلى التحقيق، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، وتم تسليم الأطفال الموجودين في الحضانة وعددهم 11 طفلا إلى عائلاتهم.