أكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دعم بلاده تطلعات الشعوب وخياراتها، نافياً دعمها حزباً أو فصيلاً سياسياً بعينه.
وشدد الوزير القطري، في مقابلة متلفزة بثتها قناة "نسمة" التونسية، على التزام بلاده بالوقوف إلى جانب تونس ودعم تجربتها الرائدة التي تتّسم بالنّجاح وبحكمة كافّة القوى السياسية.
وأشار آل ثاني إلى أن الدعم القطري هو "دعم للدول الشقيقة ولشعوبها، بغض النظر عمّن يقود الحكومة، وهو الأمر الذي يؤكده استمرار هذا الدعم وعدم انقطاعه في أي وقت من الأوقات؛ لأنه حق للأشقاء علينا انطلاقاً من العلاقات الأخوية".
وأضاف الوزير: "عندما دعمت دولة قطر تونس كان دعماً من دولة إلى أخرى شقيقة بغض النظر عمّن يقود الحكومة آنذاك، وإذا كانت النهضة قد غادرت الحكم في وقت من الأوقات فهذا لا يعني أن الدعم القطري لتونس سيتراجع أو سيتوقف، بل إننا واصلنا برامج التعاون التي تربط بيننا... فنحن نعتبر أن التجربة التونسية هي تجربة ناجحة، ومثال جيد للتعايش بين مختلف الأحزاب... وعلاقاتنا المتينة لا تخضع إطلاقاً لمسألة صعود حزب معين إلى سدة الحكم أو فوز حزب آخر في الانتخابات".
وقال الوزير القطري مخاطباً التونسيين: "نطمح معكم إلى أن تكون تونس دولة آمنة مستقرة منيعة يطيب بها العيش، نحن نهتم بالشعب التونسي في المقام الأول، وهو نبراسنا في كل برامجنا التعاونية، ونحن نتحرك من منطلق الواجب الأخوي".
وأشار آل ثاني إلى موقف بلاده الرافض للإرهاب، واعتباره آفة على المجتمعات العربية، مضيفاً أن قطر لا تتردد في تسجيل موقفها حيث تدين استخدام العنف مهما كان نوعه بهدف تغيير وضع معين.
كما بحث، خلال الزيارة التي استمرت يومين، سبل التعاون لدعم الاقتصاد التونسي، بالإضافة إلى التشاور حول الوضع الليبي مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي.
وقال: "إن دعم دولة قطر لتونس في المجال الاقتصادي إنما يهدف إلى تحقيق استقرار الدولة، وبالتالي تجنب ظهور مثل هذه الآفات وانتشارها، كذلك وفي الإطار الأمني، نحن كدولة شقيقة لتونس نسعى إلى إسنادها حتى تظل مستقرة وتحافظ على أمنها".
وأعلن الوزير القطري أنه تقرر خلال زيارته الحالية منح تونس دعماً آخر في مجال الإسهام في جهود تونس لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مساهمة في دعم جهاز الأمن التونسي "حتى يقوم بواجبه على أفضل وجه في مقاومة آفة الإرهاب".