من غير المستهجن صراحة التهديد والوعيد وأسلوب العربدة التى تعامل بها عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي السابق - الشاباك ( آفي ديختر ) مع رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة بالتزامن مع يوم الأرض ، كون أن تلك الظاهرة أضحت سياسة عنصرية يومية تستهدف الفلسطينيين فى الداخل المحتل لدى الحكومة والنواب والقضاء الاسرائيلى والمؤسسات ومعاملة المستوطنين ، سياسة تلبى رغبة أطراف يهودية يمنية متطرفة تجاوزت الأصوات التقليدية وبعض الشخصيات المريضة والمعقدة كميخائيل بن آري وباروخ مارزل ، وإيتمار بن غفير وأفيقدور ليبرمان وغيرهم ، بل أضحت رغبة يهودية عامة وثقافة صهيونية متجذرة تسعى لدولة يهودية خالصة وخالية من كل العرب .
سياسة اسرائيلية لم تختزل بالتهديد والوعيد بل تعدت لتستهدف كل تفاصيل حياة الفلسطينيين فى الداخل المحتل ، من حيث المعاملة العنصرية والتمييز فى كل مناحى الحياة " السياسية والاجتماعية والاقتصادية " سياسة متطرفة جعلت عملية التطور والبناء فى حياة الفلسطينيين عملية حساسة بالمعنى الجماعي والفردي ، وعقدت الخيارات أمام الإنسان بحيث أصبح في وضع يضطره إلى اختيار سلوكه السياسى وغير السياسى بدقة متناهية كمن يطلب منه أن يخطو بين قطرات المطر من دون أن يبتل .
سياسة عنصرية تسعى لتعزيز طابع الدولة اليهودى بنشيدها ورموزها وأعيادها وطابعها ونصوصها القانونية " وتتخذ من بعض الحقوق الأساسية للفلسطينيين " كالانتخابات والترشيح " عملية تجميلية للديمقراطية أحادية الإثنية أمام العالم .
ولربما ما يعزز تلك السياسة الصهيوينة الحاقدة اتجاه الفلسطينيين فى الداخل المحتل سن 34 قانوناً عنصرياً "عرقياً" فى الفترة الأخيرة ، استهدفتهم بنصوص مباشرة ، وسط تنامي الجنوح نحو الغلوّ والتطرفّ" وفق تصريحات رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية الأستاذ محمد بركة .
أعتقد أن المرحلة القادمة ستكون أكثر حساسية وأكثر مصيرية فى تاريخ شعبنا الفلسطينى فى الداخل المحتل الذى تتنامى ضده ظاهرة الحقد والتطرف ، والقوانين الجائرة والمجحفة ، والسياسات العنصرية التى تتطلب الكثير من أشكال المساندة الفلسطينية والعربية والدولية ، لتعزيز مواقفهم ، ودعم صمودهم ، ومساندة مسيرة نضالهم ، ليبقوا الشوكة المؤرقة للاحتلال فى حلقه وخاصرته حتى الحرية .