عظيم الموهبة .. صاحب الدم الخفيف .. او ” الشرير اللطيف ” ، كما يحلو للبعض ان يُطلق عليه .. صاحب طلة وكاريزما خاصة ..قد يكون احد هؤلاء الذين قدموا دور الشرير بدرجه ” امتياز ” تجعلك تعشق ادوار الشر !
ولد الفنان الكبير “ستيفان روستى ” عام 1891 .. لأب نمساوى وأم ايطالية وعاش مع عائلته فى العاصمة الايطالية روما ، حتى انفصل والده عن والدته .. فقررت امه اصطحابه الى القاهرة وعاش فى شبرا حتى تخرج .. وذهب لاوربا للبحث عن العمل وعمل فى شبابه بائع “لتين الشوكى ” و عمل ايضا كراقص فى الملاهى الليلية فى ايطاليا ، حتى التقى بالمخرج محمد كريم فى المانيا الذى اقنعه بالاتجاه للفن فعمل مع عدة فرق منها فرقة نجيب الريحانى المسرحية .
مالايعرفه الجمهور عن استيفان روستى ، انه متعدد المواهب فعمل كمخرج سينمائى فى عدة افلام ، واخرج عددا من المسرحيات ايضا ..وقدم كممثل اكثر من 120 فيلم ، برزت فيهم موهبته العبقرية بشكل كبير ، ولازالت قفشاته تعيش فى ذاكرة الملايين ومن ينسى جملة ” ثانية واحدة اتحزم واجيلك ” وغيرها من القفشات الجميلة
ماتشاهده على الشاشة من كوميديا ، او سعادة هو غير حقيقى بالمرة .. كعادة حياة الكوميديان ، كانت حياة ستيفان روستى غير سعيدة بالمرة .. مأساته الحقيقية بدأت عندما أنجب طفلين من زوجته الايطالية ،الا ان الطفلين ” ماتوا ” فى فترات متقاربة ، فاصيبت زوجته بأنهيار وحالة اكتئاب شديدة اثرت على صحتها .. فكان ستيفان روستى يصطحبها يوميا على عيادات الاطباء والمستشفيات .. ولكن الامر كان صعبا للغاية فلم تستجيب زوجته للعلاج واخذت حالتها تسوء فكان ” روستى ” ينظم وقته بين عيادات الاطباء وعمله فى الفن !
كما كان ” ستيفان روستى ” يقدم الكوميديا بطريقته الخاصة ، وروحه الجميلة .. أبى ان يموت موتة عادية ، فمات الفنان الكبير مرتين ، أحدهم كانت فى غاية الطرافة ، عندما انطلقت اشاعات كبيرة بوفاته عام 1964 ، الامر الذى جعل ” نقابة الممثلين ” تقرر عمل حفل تأبين له ، وفى اثناء الحفل يدخل ” ستيفان روستى ” القاعة لتتبدل الاحزان والبكاء الى فرح وزغاريد من النجمات ” مارى منيب ، نجوى سالم ” أحتفالا بعودته من الموت .. الا انه فى اواخر العام 1964 قد مات ” ستيفان روستى ” بالفعل ولم يترك ثروة سوى ” 10″ جنيهات .. ليختتم مشواره الفنى العريض ويبقى فى ذاكرة الجميع للابد .