غزة تقع في فخ أبريل.. رواتب وفك للحصار وفتح معبر رفح

ed36b1b01efd0d709a47d941865681e1
حجم الخط

فوجئ الفلسطيني حيدر الشاعر(17عاماً) من سكان مدينة غزة، برسالة وصلت هاتفه المحمول صباح الأول من شهر أبريل/ نيسان كُتب فيها" "مبروك لقد تم اختيارك لاستلام راتب شهري بـ400 دولار" من رقم مجهول الهوية.

لم يصدق "حيدر" ما جاء بالرسالة، فأعاد قراءتها ثلاث مرات متتالية، ليحاول فهمها مع فضول وأمنيات دفينة بأن يكون المحتوى صحيحاً، فأخذ الرسالة وعرضها على والده، فما كان من الوالد إلا أن قام بالاتصال بصاحب الرقم الذي أرسلت منه الرسالة.

وبعد الرد، فوجئ والد حيدر أن من قام بإرسال الرسالة لابنه هو صديقه المقرب منه، وعند سؤاله عن سبب إرساله تلك الرسالة قال له: "ابنك وقع بالفخ، هذه كذبة أبريل".

- أمنيات معلقة

حال المواطن "حيدر"، كان مشابهاً لآلاف الفلسطينيين الذين تلقوا أخباراً ورسائل بعضها "سار" وأخرى لا يمكن أن تحدث، وتعد "ضرباً من الخيال"، في ظل الواقع الاقتصادي والإنساني الصعب الذي يعيشه سكان غزة، بفعل الحصار المشدد والمحكم للعام العاشر على التوالي.

ولعل أبرز الأخبار التي تم تداولها في قطاع غزة بمناسبة "كذبة أبريل": "مصر تقرر فتح معبر رفح البري على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع بأمر من السيسي بدءاً من الأسبوع المقبل"، الأمر الذي جعل ذلك الخبر ينتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، نظراً للحاجة الملحة لأكثر من 45 ألف فلسطيني عالق بالقطاع، من فئة "المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات" للسفر.

وقال المواطن، نائل الإفرنجي: "من كتب هذا الخبر واستخدمه في "كذبة أبريل"، يعلم جيداً أنه سيُنشر وبشكل كبير، وآلاف الفلسطينيين سيصدقونه للوهلة الأولى، نظراً لحاجتهم الملحة للسفر والعلاج خارج غزة".

ويضيف: "ولكن فوق هذه الكذبة معاناة كبيرة تتمثل بواقع قطاع غزة، وخلافات حماس مع مصر، واستخدام ملف معبر رفح للابتزاز السياسي".

- واقع صعب

بدوره رأى الدكتور خالد العايدي، الاختصاصي النفسي والسلوكي، أن "ما يتداوله سكان غزة في وسائل التواصل الاجتماعي وجلساتهم الأسرية، حول "كذبة أبريل" المتعلقة بوضع القطاع، يعبر عن سلوك "تلقائي، وردة فعل طبيعية" جاءت بسبب تراكم أزمات الحياة التي يعيشونها".

وقال العايدي، لمراسل "الخليج أونلاين"، في غزة: "عند اختيار الفلسطينيين لمواضيع تتعلق بـ"الرواتب، والحصار، وفتح معبر رفح"، واستخدامهم ما يسمى بيوم "كذبة أبريل" للترويج لها، وكوسيلة "للدعابة والتبادل"، فهو يعكس الحالة النفسية الصعبة والقاسية التي يعيشها المواطنون، والتي أثرت في سلوكهم وظهرت في الأمنيات التي يتمنون أن تحدث على أرض الواقع".

وأشار المختص النفسي إلى أن "الحالة النفسية التي يمر بها معظم سكان غزة "خطيرة"، وانعدام وجود أي أفق سياسي أو حتى أمل بتحريك الأوضاع الإنسانية والاقتصادية ورفع الحصار وفتح المعابر، سيكون له ردات فعل خطيرة وكبيرة، قد يكون من بينها "الانتحار" أو ارتكاب جرائم كبيرة".

- ما هي كذبة نيسان

وتحتفل دول العالم بالأول من أبريل/نيسان من كل عام، وهو اليوم الرسمي للكذب، أو ما يعرف بـ "كذبة أبريل"، ويبدؤون في هذا اليوم بنشر "أخبار كاذبة" تتخطى حدود المعقول، ووصلت لحد "الموت، والطلاق، والزلازل، والفصل من العمل، وغيرها من الأخبار التي يكون لها واقع وصدمة كبيرة".

وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام ‏‏1564، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد ‏رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس/آذار وينتهي في الأول من أبريل/نيسان بعد أن يتبادل الناس ‏‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير/كانون الثاني ظل بعض الناس يحتفلون به في‏ ‏الأول من أبريل/نيسان كالعادة، ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل، وأصبحت عادة المزاح مع ‏الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا، ومنها انتشرت إلى البلدان ‏الأخرى.

ومن أهم الكذب العالمية لعام 2013 هي كذبة شركة "يوتيوب" التي أعلنت وقف خدماتها أمام الناس كافة، وكذلك كذبة شركة "جوجل" الأمريكية التي تحدثت عن أن كل من يضغط على شاشتها يشتمُّ 15 مليون رائحة مختلفة.

 

عن " الخليج أون لاين"