لا يفرق الموت بين كبير وصغير، مواطن عادي أو فنان مشهور، ولكنه يختار من يريد وقتما يشاء المولى عز وجل، وفراق الأحباب قد يغير حياة أشخاص ويبدل ملامحها تمامًا ليصبحوا آخرين، إما أصحاب رسالة وقيمة مميزة وإما يظلوا كغيرهم دون أثر يذكر.
تعرفوا على مجموعة من أشهر النجوم الذين نشئوا كأيتام وتمكنوا من الوصول سريعًا وإثبات ذاتهم رغم المعاناة:
1- أمينة رزق
ولدت الفنانة القديرة الراحلة "أمينة رزق" راهبة المسرح في 15 أبريل 1910 بمدينة طنطا ثم انتقلت مع والدتها للعيش في القاهرة مع خالتها الفنانة أمينة محمد، وذلك بعد وفاة والدها حيث لم يتجاوز عمرها الثماني سنوات، لتعرف من ذلك الحين معنى المعاناة وتحمل المسؤلية، وعملت منذ صغرها حيث غنت بمشاركة خالتها في إحدى مسرحيات فرقة علي الكسار في مسارح روض الفرج وانتقلت للعمل مع فرقة رمسيس المسرحية التي اسسها عميد المسرح العربي يوسف وهبي عام 1924 وشاركت بالتمثيل في أغلب مسرحيات يوسف وهبي، ومن ثم بدأ مشوار ماما أمينة الفني الذي أثبت موهبتها الفريدة التى شكلت تاريخ السينما المصرية بكل تفاصيلها.
2- عبد الحليم حافظ
عانى العندليب عبد الحليم حافظ، مرارة اليتم في سنوات حياته الأولى، إذ توفيت والدة حليم بعد ميلاده بأيام، ثم لحق بها والده قبل أن يتم عامه الأول، ليتجرع بذلك مرارة يتم الأم والأب؛ ولقبوه بـ"الطفل النحس"، بسبب وفاتهم بعد ولادته ليس هذا فحسب بل حدوث الكثير من الحوادث معه وهو صغير كانت أولها إصابته بالبلهارسيا وهو صغير وظل المرض حتى ساءت حالته وتوفي به.
3- أحمد رمزي
انضم الفتى الشقي "أحمد رمزي" لباقي النجوم الذين عانوا مرارة اليتم، الذي غير مجرى حياته بعد ولادته في 23 مارس 1930 بمحافظة الإسكندرية لوالده الطبيب المصري محمود بيومي وأمه الأسكتلندية "هيلين مكاي"، التي عملت كمشرفة على طالبات كلية الطب لتربي ولديها بمرتبها حتى أصبح ابنها الأكبر حسن طبيب عظام على نهج والده الذي توفي مبكرا عام 1939 بعد أن خسر ثروته في البورصة، وحاول استكمال تعليمه فالتحق بكلية الطب حتى يسير على خطى والده ولكنه رسب ثلاث سنوات متتالية ثم انتقل إلى كلية التجارة وحصل على درجة البكالوريوس منها.
4- فريد الأطرش
عرف "فريد الأطرش" معنى المعاناة وتحمل المسؤلية التي حفرت في حياته مواقف صنعت شخصيته وفنه، لم يبدأ حياته برفاهية بل بدأت باليتم وفقدان الأب، ليس هذا فحسب بل تنقله مع أسرته بين القاهرة وسوريا هربا من الفقر والاحتلال الذي طالما لاحق عائلة الأطرش، ورغم معاناة تلك الأسرة السورية التي استقرت في مصر كانت هذه الظروف من أهم عوامل تشكيل مسيرته الفنية التي وضعته بين عمالقة الفن الجميل وهو ما أكده في أحدى مقالاته متحدثا عن حياته: "أنا فريد الأطرش الموسيقار والممثل ولو وضعني القدر في غير موضعي هذا لكان غير منصف ولما أحسست بطعم للحياة، لقد خلق الفقر مني فنانًا يشعر ويحس بآلام الغير وخلقت المتاعب مني هذا الرجل الذي يود من صميم قلبه أن يزيل عن الناس المتاعب ويزيحها من طريقهم".
5- عبد المنعم مدبولي
"بابا عبده" "ساحر الارتجال"، بهذه الألقاب عرف الفنان القدير الراحل عبد المنعم مدبولي، في الوسط الفني بسبب إبداعه في الارتجال المميز على خشبة المسرح ليقدم عدة أعمال ظل متربعاً بها على عرش الكوميديا، فعلى الرغم من حياته التي واجه بها الكثير من الصعاب حيث ولد 28 ديسمبر 1921، يتيما فقيرا في حي باب الشعرية في 28 ديسمبر 1921، حفظ القرأن في الكتّاب الذي التحق به منذ صغره، وكانت نقطة انطلاقه عندما التحق بمدرسة الهلال المصرية حيث تم اكتشاف موهبته، وقاد بعدها مسرح المدرسة وبدأ في حفظ المونولوجات الإذاعية.
6- أحمد زكي
كان النمر الأسود أحد أشهر النجوم الذين بدأوا حياتهم بمعاناة منذ ولادته في مدينة الزقازيق، وكان الابن الوحيد لأبيه الذي توفي بعد ولادته، وتزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فرباه جده، وحصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، ليبني نفسه بنفسه بعد أن شجعه ناظر المدرسة على الاهتمام بالتمثيل ومنها كانت البداية التحق بمعهد الفنون المسرحية، وأثناء دراسته بالمعهد، عمل في مسرحية "هالوا شلبى"، تخرج من المعهد عام 1973، وكان الأول على دفعته، عمل في المسرح في أعمال ناجحة جماهيرياً مثل "مدرسة المشاغبين".
7- شريهان
اختلفت حياة الفزورة الجميلة "شريهان" مع اليتم، حيث كان لقصتها أبعاد أخرى، وخاصة لوالدها المحامي أحمد عبد الفتاح الشلقاني الذي كان له جزءًا كبيرًا من شقائها في بداية حياتها مع والدتها "عواطف هاشم"، ليس لوفاته ولكن لغيابه المتعمد حيث عانت والدتها كثيرًا في إثبات نسب ابنتها له بعد زواجهم العرفي ولكنه رفض الاعتراف بها كإبنة له وقامت الأم برفع القضايا على عائلة الأب فاتهموها بالكذب ولكن سرعان ما انتهى هذا الصراع بحصول السيدة عواطف على حكم محكمة يثبت نسب ابنتها شريهان لوالدها الشلقاني ولكن بعد أن مر 16 عامًا من عمر الصغيرة وتحديدًا في عام 1980.