التطور في صناعة الأدوية ساعدنا نحن البشر على أن نعيش مدة أطول، وهو ما يحتم علينا الاهتمام أكثر باستمرار عمل دماغنا بشكل فعّال ونحن في عمر متقدم.
فسواء كنت في عمر الـ25 أو 65 هناك عدد من الطقوس التي اتفقت دراسات علم الأعصاب بأن ممارستها والتعود عليها يحسن قدرات الدماغ الذهنية بشكل مستمر، ويحفظ لك شباب عقلك بمساعدته على بناء خلايا جديدة.
- هنئ نفسك على نجاحاتك الصغيرة
"وتيرة النجاحات أهم من حجمها، لذلك لا تنتظر حتى تحقق نجاحاً كبيراً حتى تهنئ نفسك عليه"، يقول ب.ج فوغ، البروفيسور في جامعة ستانفورد الأمريكية. وبدلاً من ذلك، اخرج باحتفالات يومية لنفسك على نجاحاتك الصغيرة مهما كانت بسيطة بعينك، فدماغك سيتأثر إيجابياً بسبب الشعور بالسعادة والإنجاز المستمر والمتكرر على فترات متقاربة، ولا يهمه حجم الإنجاز الذي قمت به.
- حافظ على نشاط جسدك
بحسب طبيب الأعصاب إيتن فان دير وولت، فالحفاظ على النشاط هو أفضل طريقة لتحسين صحة الدماغ، وهناك تمارين محددة تجعل الدماغ يبني خلايا جديدة على غير المتوقع. وفسر ذلك بأن التمارين تسرع وتنشط عمل القلب وتزيد نبضاته، ومن ثم يتم ضخ المزيد من الأوكسجين للدماغ وبوتيرة أسرع، وذلك ما يؤدي لخلق خلايا دماغية جديدة بسرعة. وكما نعلم، المزيد من الخلايا الدماغية يعني تسهيل التواصل بين أجزاء الدماغ وزيادة فعاليته ونشاطه الذهني.
وفي هذا السياق، بينت دراسة نشرت عام 2014 بجامعة إلينويس الأمريكية أن الأطفال الذين مارسوا التدريبات الرياضية كانوا أكثر تركيزاً وقدرة على تجنب الملهيات. وفي دراسة أخرى أجريت بجامعة جورجيا عام 2003 تبيّن أن القليل من الوقت (20 دقيقة) من التدريبات الدورية كافٍ لتحسين عمل الذاكرة والدماغ، وليس بالضرورة أن تكون التدريبات مرهقة؛ يكفي أن تتحرك.
- مدّد عضلات دماغك
مثل عضلات الجسم تماماً، إذا لم تستخدم عضلات دماغك سوف تخسره بالنهاية، لذلك من المهم جداً أن تشغل دماغك بشكل مستمر وتحفزه على التفكير.
وفي هذا السياق تقول تارا سوارت، المحاضرة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، إن من المهم جداً أن تقصد تشغيل الأماكن التي لا تفعلها في دماغك بالعادة، ويكون ذلك على سبيل المثال عن طريق تعلّم لغة جديدة، التدرب على آلة موسيقية جديدة، أو كتابة أفكار جديدة حول ما تراه عادياً حولك، أو أي مهارات يدوية لا تشكل جزءاً من يومك.
- اجلس في وضع مستقيم
الأمهات في جميع أنحاء العالم يوجهن لأبنائهن الملاحظة نفسها: "عدل وضعية جلوسك"، وفي هذه النصيحة شيء مهم ربما لا تقصده الأمهات لكن العلم أثبته، فالجلوس بوضعية مستقيمة يرفع نسبة الطاقة في الجسم، ويحسن الوضع العام للمزاج والثقة بالنفس، وذلك بحسب دراسة أجرتها كلية الأعمال في جامعة هارفرد عام 2013.
في هذه الدراسة تبيّن أن الأشخاص الذين كانوا يجلسون بوضعية منحنية -مثل وضعية المنشغلين بهواتفهم الذكية- كانوا أقل دفاعاً عن أنفسهم، والسعي وراء شؤونهم، على عكس الجالسين بوضعية مستقيمة؛ إذ كانوا أكثر إصراراً وثقة. فالوضعية المنحنية تعطي الشعور بانعدام القوة وتحفز الدماغ على إثارة الشعور بانعدام الأمل وتستحضر الذكريات المؤلمة والكئيبة.
- نم بعيداً عن هاتفك المحمول
هناك كثير من الأساطير غير الدقيقة حول تأثير الهاتف الذكي على الدماغ، وفي حين أن هناك حاجة إلى الكثير من الأبحاث لمعرفة هذا التأثير الدقيق، وجد حتى الآن رابط بين الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الإلكترونية وبين اضطرابات النوم، وكما قالت سوارت، فإن الدماغ يحتاج إلى 6 ساعات من النوم المتواصل ليقوم بعملية "التنقية الطبيعية"، ومن دون هذه الساعات الست يبدأ الدماغ بتكديس السم العصبي "بيتا أميلويد" الذي وجد في التكتلات الدماغية عند مرضى الزهايمر والخرف.
لذلك، عليك إبقاء الشاشات الإلكترونية بعيدة عنك أثناء نومك؛ فحتى وإن لم تستخدمها سوف تؤثر في جودة نومك. ليس من المؤكد كم هي مسافة البعد المطلوبة، لكن على الأقل -بحسب سوارت- أن لا يكون الهاتف بجانب رأسك.