ربما لم تستحضر الإعلامية الفلسطينية، مديرة فضائية "رؤيا" الأردنية "نبال فرسخ" في تقاريرها الإعلامية، مذهب الفيلسوف الإيطالي "انطونيو غرامشي" بشأن ما يدور في فلسطين من أحداث يومية.
تستند فرسخ في تقاريرها الإعلامية، إلى فلسفة "البراكسيس الغرامشية"، أي السلوك الإنساني المحسوس سياسياً، والتحليل السياسي بشكل مكثف، ومبسط، وفلسفي، لتضفي قيمة للتقرير الإعلاميّ، لما لذلك من دور فعال للوعي العام للمشاهد والمجتمع.
هذه الفلسفة تستند إلى رفع المستوى الأخلاقي والسياسي للخطاب الإعلامي المرئي في فلسطين والعالم العربي، وتؤكد من خلال هذا السلوك الراقي والمميز إلى عدم الفصل ما بين الإعلامي ورسالته، من خلال بث تقارير مرئية جدية وتوعوية بامتياز.
"فرسخ" تبعد بتقاريرها المميزة عن نمط الإعلام السلطوي الموجه والمعولم، وعن الهيمنة، فهي تؤمن بأن مهمة الإعلامي الربط ما بين الميدان والمشاهد عبر البث المرئي الموثق لتشكيل وعيّ منطقيّ، فلسفيّ، مكثف، وراق، ومبسط لطبيعة الصراع مع المحتل.
تقرير "فرسخ" بالأمس من النبي صالح، أظهرت قذارة الاحتلال وقطعان مستوطنيه بوضوح منقطع النظير، عندما لقنت قطعان المستوطنين درسا في الأخلاق، وذلك حين استفزها أحد المستوطنين بمشاركتها تقريرها الميداني، برسالة إعلامية للعالم رغم بطش جيش الاحتلال ضد أهالي قرية "النبي صالح" وحراسة هذا الجيش لقطعان مستوطنيه، وتشجيعهم على الاعتداء على الفلسطينيين العزل المدافعين عن أرضهم.
تعرضت "فرسخ" أكثر من مرة لقمع جيش الاحتلال، مرة عندما رش جنود الاحتلال رذاذ الفلفل على وجهها وعينيها، ومرة أخرى عندما استهدف يدها اليمنى بالرصاص المغلف بالمطاط وهي في الميدان.
فمن حق الشعب الفلسطيني أن يفخر بهذه الإعلامية الفلسطينية المليحة، فلها كل المحبة والتقدير، فـ "لفرسخ" من اسمها نصيب.