نجح بتسلئيل سموتريتش في وضع نفسه كخطر كبير على اليسار، وكزعيم له وزنه في اليمين المتطرف. مُشرع نشيط يحارب من اجل تمويل المستوطنات، نائب رئيس الكنيست، ويدير جلسات بمهنية عالية. بشكل عام هو شاب فتي ونوعي، واحيانا صوته يدوي كليبرالي شجاع. لقد نسوا مسيرته البهيمية لأنه كان «شابا صغيرا وغبيا»، كما قال، والاشتباه بأنه جمع عبوات البنزين من اجل محاربة قوات الأمن اثناء الانفصال. لقد لعب سموتريتش بشكل جيد لعبة الحركة الاستيطانية على مدى العشرين سنة الاخيرة. فقد كان رسميا، وتحدث باسم المبادئ البوتوجانية مثل الصهيونية، ولم يتحدث باسم كراهية العرب. جنس متفوق وحكم مختلف للشعبين. ولكن في سرير العنصريين دائما يكون الغطاء قصيرا. ذات صباح تأخر د. سموتريتش في الاستيقاظ. سحب السيد سموتريتش كل الغطاء. «زوجتي ليست عنصرية، ولكن بعد الولادة هي تريد أن ترتاح، وأن لا تقام الحفلات الغفيرة التي تتميز باقامتها العائلات العربية»، كتب سموتريتش، أول من أمس، الذي أيد فصل الولادات اليهوديات عن الولادات العربيات في المستشفيات. وهذا الحديث يتحرك بين الكاهانية، «من الطبيعي أن زوجتي لا ترغب في أن تنام بجانب امرأة أنجبت طفلا يمكن أن يرغب في قتل طفلها بعد عشرين سنة». «المهاجرون من اثيوبيا هم اخوتي، أما العرب فهم أعدائي. لذلك أنا لا أرغب في أن أكون معهم». وما أشبه. يتضح أن كاشف العورات ليس فقط عضو كنيست مدلل أو خطير يقف في مواجهتنا، بل هو ثرثار آخر غريب وعنصري، شيء بين يورام شفتل وبين الحاخام يوسف باغد، يفقد السيطرة ويتحدث بكلام فارغ بدون أن يدرك الضرر الذي قد يتسبب به، ولحزبه ايضا. يحاول نفتالي بينيت منذ سنوات أن يكون رسميا وأن يحصل على الشرعية من شعب اسرائيل بشكل عام ومن الشرقيين بشكل خاص. لأنه بدون ذلك لن ينجح في اقتحام الزاوية الاستيطانية وسيبقى في المقعد الخلفي للحافلة، في مكان ما بين مئير اتنغر وبين دانييلا فايس. وها هو سموتريتش قد جاء بتغريدة واحدة ليقول كلمة «حفلة» ويكشف بذلك أن البحر هو نفس البحر وأن الصهيونية الدينية الاستيطانية هي نفس المرأة البيضاء من الجذور والتي تكره الشرقيين بسبب ثقافتهم وعاداتهم، مثلما تكره العرب (إلا أنه يمكن استخدام الشرقيين من الناحية الانتخابية). بعد ذلك حاول تكرار لعبة التمييز بين العرب والشرقيين («يا أخي، لا تجحف بحق اخوتنا الشرقيين ولا تقم بمقارنتهم بالعرب»). لكن الجمهور الشرقي يستحق ما هو أكثر من ذلك. الكثير من الشرقيين يحبون أصلهم وثقافتهم. وهم لم يعودوا بحاجة الى اغلاق النوافذ. وهم يسمعون الاغاني التي يرغبون في سماعها. ويحتفلون بمناسباتهم كما يشاؤون. إنهم ليسوا بحاجة الى التسلسل الهرمي العنصري لسموتريتش كي يضعهم في مكان معين في مسيرة جوقاته. من المؤسف أن ميري ريغف، المناضلة الكبيرة من اجل العدالة الاجتماعية، لم تجد أي سبب لتقول شيئاَ في هذا الموضوع. هل هي قائدة شرقية؟ إنها تخدم أسيادها الاوروبيين الذين يسيطرون عليها، الآن، ليس من مقاعد «مباي» بل من مواقعهم في «المناطق».