أعطوا الخبز لخبازه ولو أكل نصفه

صلاح هنية
حجم الخط

ما لا أستطيع استيعابه أننا دائماً نردد مثال "اعط الخبز لخبازه ولو أكل نصفه" ولكننا نسير على قاعدة مغايرة تماما لما نقول وينطبق علينا مثال أدق "بنعرف بس بنحرف"، نعم دائما نحرف بوصلتنا بقصد وعن سبق الإصرار والترصد لنحقق نتيجة واحدة وهي الفشل أو 20% من النجاح، وكأن سقفنا بات منخفضاً ونفاخر بذلك. مؤسسة وهي تجمع لعديد المؤسسات الشريكة تنظم مؤتمرا بعنوان كبير ومهم ومحتوى مقبول شعبيا ورسميا وفصائلياً،  تشكل لجنة تحضيرية تضع برنامجا يقف هذا البرنامج أمام احتمالين، أما ان يتابع الحضور جلسة الافتتاح ويغادروا لأنهم لن يتمكنوا من الاستماع إلى هذا الكم من المداخلات، والاحتمال الثاني، ان يقع المؤتمر تحت ضغط الوقت ورغبة الحضور بالنقاش التي لن تتحقق طبعا وهذا عامل آخر لانخفاض السقف. المطلوب أن نكون أكثر حرفية وأكثر تميز طالما اننا نتهم الآخرين انهم ليسوا محترفين، فلماذا لا نظهر الاحتراف الذي نتميز به، اليس الأفضل ان نركز على محور واضح محدد ونوضحه ونضع له آليات تنفيذ. حفل تكريم تقوم الدنيا ولا تقعد، فلان زعلان، زيد غضبان، فلان منزو ويعبر عن سخطه، وفلان يراضي فلان، وذاك يحب على راس علان، لأن الخبز لم يعط لخبازه حتى لو سرق نصفه. عند الحديث عن الصناعة الفلسطينية يكون الحديث في طياته نوعا من الاستخفاف والتقليل من جدية وصدقية تذمرات الشركات الفلسطينية، واعتبارها نوعاً من الدلع المبالغ به، وعندما تتابع واقع السوق تجد ان المعايير المعتمدة تجاه المنتجات الفلسطينية ليست كما هي في المنتجات المستوردة والموزعة في السوق الفلسطيني. ندعي أننا مع مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وتشجيع المنتجات الفلسطينية ذات الجودة والسعر المنافس ولكننا نحرف غالبا ونصبح جلادين لصناعتنا الفلسطينية، وننفي بشكل كامل اننا نستطيع مراعاة عوامل الجودة، وفي آخر النهار نسأل اين المسؤولية الاجتماعية، وأنا اقترح أن يذهب أولئك لمساءلة الشركات الإسرائيلية عن المسؤولية الاجتماعية فهي المقبولة لدى البعض، اعطوا الخبز لخبازه وثقوا ان منتجاتنا الفلسطينية تخضع لمعايير الجودة وشهادة السلامة الصحية وبعضها وصل الى الدخول في عضوية منظمة الالبان العالمية، ليكون مؤهلا للدخول في أسواق "الحلال" وجلهم حاصل على "الهاسب" و"الجي ان بي" للادوية. باختصار نحن ندعي أننا مهنيون وأننا نعطي الخبز لخبازه، أننا نراعي تقسيم العمل والتخصص أننا نعي تماماً إلى أين الهدف الذي نسعى لتحقيقه والرؤية والرسالة، لكننا على أرض الواقع غالبا لسنا كذلك، وهناك مجتمعات أُخرى تفوقت وأبدعت أمام ناظرينا، ولا زلنا نحن نصر على تقديم الولاء على حساب الخبرة والمعرفة.