الصرخة في وجه الانقسام.............هاشم عبدالعزيز

thumbgen (4)
حجم الخط
 

بين انبثاق حركة غضب الشباب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والانفجار الوطني الفلسطيني في وجه الانقسام، فإن الفلسطينيين يستعيدون إرادتهم في شأن حقوقهم المسلوبة ويعيدون الاعتبار لقضايا هذه المنطقة التي أحالها الاحتلال إلى خبر كان.
في شأن المواجهة هناك فصول متلاحقة للشباب وهناك هيستيريا صهيونية وجرائم وحشية تزيد من شدة الاشتعال.
منذ الأول من أكتوبر الماضي تشهد الضفة الغربية وقطاع غزة مواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال.
وجاءت هذه التطورات إثر إصرار العصابات العنصرية من المستوطنين مواصلة اقتحام ساحة المسجد الأقصى تحت حراسة الشرطة الصهيونية.. إضافة إلى مصادرة الحقوق والحريات وانسداد الأفق ولو بقدر ضئيل من الأمل.
ولجأت قوات الاحتلال إلى سياسة إطفاء الحرائق بأعواد الثقاب فمارست الإعدام الميداني الذي تنفذه قوات الاحتلال جماعات وأفراداً في حق الشباب الفلسطيني وباتهامات جاهزة مسبقاً وأصدرت قانون اعتقال الأطفال الفلسطينيين واحتجاز جثامين الشهداء، وهدم المنازل والترحيل القسري والمطاردة والاعتقال بالإضافة إلى زيادة سرعة قاطرة الاستيطان التي تلتهم الأراضي الفلسطينية.
في هذا الشأن لا بد من التأكيد أن لكل شعب الحق في انتزاع استقلاله وحريته وسيادته من الاحتلال والشعب الفلسطيني بكل الوسائل، فكيف بالشعب الفلسطيني الذي يعاني احتلالاً قائماً منذ قرابة سبعين عاماً، ويتعرض لشتى أشكال العدوان وبوسائل مدمرة وأساليب وحشية.. وفوق هذا وذاك يسحب الاحتلال الأرض من تحت أقدام الفلسطينيين ليقيم عليها مشروعات الاستيطان.
فما الخيار الذي على الفلسطينيين اتباعه، إذ لم يحصدوا من عقود التسوية الأمريكية إلا الوهم؟
السؤال هكذا يصير مناسباً لجهة الذين يقرأون ما يجري في الأراضي الفلسطينية من مواجهة بعمى رؤية الحق وحقائق ما يجري ليلاً نهاراً، ودونما تجني يمكن أن يقال إن الوضع الفلسطيني طالما ظل في حال انقسام فإن المنقسمين سيصيرون في اغتراب.
هنا نأتي إلى الانفجار الوطني في وجه الانقسام السياسي بين حركتي «فتح» و«حماس» والساقط على الأراضي في غزة و الضفة الغربية.
يقترب الانقسام من إتمام عقده الأول، هو لم يتآكل مع الأسف بل كل ما ازدادت تداعياته على الشعب الفلسطيني في حياته وفي قضاياه اشتد عوده ولهذه الحال العديد من الأسباب أخطرها الحسابات الفصائلية، وأسوأها مغانم السلطة وغنائم الفساد وهي حالة من السقوط لا علاقة لها بالمقاومة ومسيرة استعادة الحقوق المسلوبة التي اجترحها الشعب الفلسطيني منذ استهدف بحقوقه ووجوده من قبل قوى الصهيونية والاستعمار وتتوارثها الأجيال.
الانقسام السياسي الفلسطيني شهد محاولات جادة وعديدة لتجاوزه وفي الإعلانات أبدى المنقسمون رغبتهم في طي هذه الصفحة السوداء، وعلى هذه القاعدة كانت هناك اتفاقات تفصيلية وإذا بها تعود إلى نقطة الاتفاقات على الاتفاقات وهي الحالة التي استنزف من خلالها الكيان الصهيوني اتفاقات أوسلو وما تلاها.
على مدى السنوات كانت الأوضاع الفلسطينية في ظل الانقسام تشهد تداعيات خطرة أضعفت الموقف الفلسطيني وأضرت بالقضية الفلسطينية في غير مجال ومستوى، ومن ذلك خذلان أنصار هذه القضية في عالمنا بأسره.
وفي هذه الظروف كانت معاناة الفلسطينيين ناطقة بمناشدة المنقسمين الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم، وجاءت المطالب بالآراء والمناشدة من أفراد وجماعات وفعاليات لكنها لم تجد آذاناً صاغية، والسبب أن المنقسمين استأسدوا بانقسامهم وتعاملوا من زاوية أن الأمر أمرهم والشأن شأنهم بل كان التعامل، كما لو أن لهم الحق في انقسامهم الذي يطعن الوحدة الوطنية في مقتل.
إزاء هذا التجاهل كانت هناك تحذيرات من أن الانقسام بداية التشظي الذي يقود إلى الانهيار.
هنا يمكن الإشارة إلى التطورات على الصعيد الوطني الفلسطيني وهي تمثلت بالتظاهرات والمسيرات المطالبة بإنهاء الانقسام وهي حشدت آلاف الفلسطينيين وجمعت فصائل المقاومة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني من شباب ونساء وكل الفعاليات الفلسطينية وجرت في غير مدينة بالقدس والضفة الغربية.
عن الخليج الاماراتية