أهالي الفلوجة بين لظى الحصار ونيران داعش

8ae4056f20c063c5e5d53937533ccff0
حجم الخط

ما زالت مدينة الفلوجة ترزح تحت أوضاع إنسانية صعبة مع استمرار الحصار المفروض عليها من قبل الجيش العراقي وميلشيا الحشد الشعبي منذ العام الماضي، في محاولة لتحرير المدينة التي وقعت تحت قبضة تنظيم داعش الإرهابي.

وبحسب مصدر حكومي عراقي فإن الحكومة العراقية أنشأت أماكن إيواء لاستقبال المواطنين الفارين من المدينة منذ أواخر العام الماضي، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" .

ورفض المصدر التأكيد بشكل واضح إذا ما تم إدخال مساعدات إنسانية، إلى المدينة التابعة لمحافظة الأنبار غربي العاصمة بغداد، والمحاصرة من قبل قوات الجيش والشرطة العراقية مدعومة بمجموعات مسلحة أخرى.

واكتفى المصدر بالإشارة إلى "عمل كبير يجري بالتنسيق مع محافظ الأنبار ووزارة المهجرين لإنقاذ أهل الفلوجة، حيث تمت المباشرة لإنشاء مكان إيواء لهم مع تأمين مواد غذائية وأغطية وإغاثة إنسانية".

وتابع: "تم إكمال لحد الآن 3 آلاف خيمه مع معداتها. والعمل مستمر حتى 10 آلاف خيمة مع تحديد 3 منافذ آمنة لاستقبال المواطنين الخارجين من الفلوجة".

إلا أن رئيس وفد الفلوجة الإغاثي كمال الدليمي، قال في وقت سابق إن الحكومة العراقية وافقت مبدئيا على إدخال مساعدات إنسانية للمدنيين في الفلوجة.

وأشار الدليمي إلى أن بغداد اشترطت أن يكون الوفد المفاوض باسم الفلوجة لا ينتمي لأي جهة سياسية، مشيرا إلى إمكانية إدخال غذاء ودواء قريبا للمدينة.

وكانت منظمات حقوقية طالبت القوات العراقية بالسماح بدخول مساعدات إلى الفلوجة (50 كيلومترا غربي بغداد)، التي يواجه عشرات الآلاف من سكانها نقصا حادا في الغذاء والدواء بسبب الحصار.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير، إن سكان الفلوجة "يعدون الحساء من العشب ويطحنون نوى التمر بدلا من القمح لصنع الخبز"، وأضاف التقرير أن الغذاء إذا توافر يباع بما يصل إلى 50 ضعف سعره العادي.

وقال نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط جو ستورك: "الناس في الفلوجة تحاصرهم الحكومة وواقعون في شرك تنظيم داعش وجائعون. يتعين على الأطراف المتحاربة ضمان وصول المساعدات للسكان المدنيين".

ومن جهة أخرى، عقد شيوخ عشائر من محافظة الأنبار، مؤتمرا صحفيا في عمّان، الخميس، للضغط على الحكومة العراقية من أجل إيجاد سبيل لرفع الحصار وتوصيل المساعدات للسكان بالداخل.

ومنذ استعادتها أجزاء كبيرة من مدينة الرمادي عاصمة الأنبار، لم توضح السلطات العراقية ما إذا كانت ستسعى قريبا لاستعادة الفلوجة، بينما يتوجه الجزء الأكبر من قواتها إلى الشمال لاستعادة الموصل، أكبر مدينة يسيطر عليها "داعش".