المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تأمل في استمرار الصراع بسوريا

17
حجم الخط

كشف الصحفي الإسرائيلي أمير بوحبوط  المقرب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تأمل في استمرار القتال بين الأطراف المتصارعة في سوريا، ومعجبة بالانتصارات الأخيرة التي حققها النظام السوري لكنها تخشى في الوقت نفسه من أن يؤدي الانسحاب الروسي إلى انهيار جيش الأسد، وما قد يتبع ذلك من هجمات قد تشنها تنظيمات متطرفة كالقاعدة وداعش على إسرائيل.

وفي تقرير نشره موقع والا الإخباري أشار بوحبوط إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتوقع أن  يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعداد دستور جديد في سوريا خلال ستة أشهر، وإجراء انتخابات برلمانية بعد عام ونصف.

وأوضح التقرير أن مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرئيلية يأملون في استمرار حمام الدم السوري، وأن يستمر القتال بين الأطراف المتصارعة، بحيث تنعم إسرائيل بالهدوء النسبي على الحدود مع سوريا ولبنان مثلما كان الحال في الماضي.

وأضاف التقرير أنه في أعقاب إعلان بوتين المفاجئ عن سحب القوات الروسية من سوريا بدأت إسرائيل تخشى من أن يؤدي الفراغ الذي سينشأ عن هذا القرار إلى انقضاض المليشيات السورية المسلحة، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة وداعش، على نظام الرئيس بشار الأسد، ما قد يؤدي إلى زعزعة التوازن في المنطقة.

ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير وصفه للرئيس الروسي بوتين بالرجل الحكيم الذي أراد بقرار انسحابه من سوريا أن يوضح للولايات المتحدة وتركيا وأوروبا وإيران وحزب الله أنه لم يغرق بعد في الوحل السوري، وأنه قادر على مغادرة سوريا متى شاء.

وتقول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إن بوتين يعتزم إعداد دستور جديد في سوريا خلال ستة أشهر، ثم إجراء انتخابات برلمانية بعد عام ونصف. لكنه لم يقرر بعد ما إذا كانت هذه الخطوات ستتم في وجود الأسد أو بدونه، أي أنه لم يختر بعد التحالف مع المحور الشيعي الذي يشمل إيران والأسد وحزب الله، أو الانضمام للتحالف المعتدل مع السعودية وتركيا وأمريكا.

وقال التقرير إن مسؤولين في الدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية معجبون بالانتصارات العسكرية الأخيرة التي حققها الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من الطيران الروسي، ولاسيما إعادة الحصار الخانق على مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة . لكن المسؤولين الإسرائيليين عادوا ووصفوا هذه الانتصارات بأنها انتصارات منقوصة لم تحقق القضاء التام على المعارضة المسلحة.

ولفت التقرير إلى أن مشاكل الأسد لا تزال بعيدة عن الانتهاء، وهو مشغول بالدفاع عن دمشق والمدن الساحلية كاللاذقية وطرطوس، لكنه في المقابل يرسل قواته إلى أهداف إستراتيجية بعيدة بدعم الطيران الروسي،مثل مدينة الشيخ مسكين بهدف نزع الشوكة بين دمشق ودرعا في جنوب البلاد ودفع المتمردين إلى الحدود الأردنية.

وتوقع التقرير أن تشهد بالعمليات العسكرية بالقرب من الحدود مه إسرائيل استمرار الهدوء خلال الفترة القادمة، وقال إن التواجد العسكري الروسي في سوريا كان له تأثير كبير في الهدوء الكبير في هضبة الجولان، وإن الأسد وحزب الله وإيران يعرفون أن الجيش الروسي ينسق مع الجيش الإسرائيلي، وبفضلون توجيه سلاحهم إلى الداخل السوري، ويتحاشون التسبب في مشاكل لبوتين.

وخلص التقرير إلى أن الوضع المعقد في سوريا يتغير باستمرار، وأن جوهر هذا الوضع دائرة المصالح الروسية إلى جانب دائرة أخرى تربط مصير الأسد بمصالح إيران وحزب الله. وبحسب مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية فإن إسرائيل ما تزال بعيدة عن دائرة الوضع السوري ولكن في حال تغير ذلك فإن الوضع في هضبة الجولان سيكون بالغ التعقيد.