زهير بهلول أهدر دم الجنود الإسرائيليين

IMG_0162-965x5431-965x543
حجم الخط

على المجتمع الاسرائيلي السليم أن يعي بسرعة مغزى تصريح زهير بهلول: اذا كان "الارهابي" الذي يريد قتل جندي اسرائيلي، ليس مخرباً، فما الذي يفترض أن يفهمه "المخربون" ونحن من ذلك؟ أن دمنا مباح؟. مقاتلو الحرية الكبار في تاريخ الانسانية يتقلبون في قبورهم عندما يقوم بهلول بالمقارنة بينهم وبين غرباء بعيدين عن الانسانية يهددون امكانية التعايش بين المواطنين اليهود والعرب في دولة اسرائيل باسم الايديولوجيا الجهادية. اقوال بهلول هي بمثابة دعوة للجمهور العربي في دولة اسرائيل وللفلسطينيين في "يهودا" و"السامرة" للانضمام الى الصراع. فالحديث لا يدور عن عمليات "تخريبية"، بل السعي نحو الحرية. اذا كانت اقوال بهلول تعكس رأي المواطنين العرب في اسرائيل، الذين أيدوا "المعسكر الصهيوني"، فقد انتهت لعبة الاقوال وتصريحات رؤساء اليسار وعناوين المزايدة. الزعبي وزحالقة وبهلول يقولون الحقيقة التي يؤمنون بها، والتي لم يعد بالامكان اخفاؤها. الصراع الحقيقي ليس على حدود 1967 بل على حدود 1948 وعلى حق وجود اسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. واذا كانوا يفهمون مغزى افعالهم واقوالهم فهم لا يدركون المنزلق الخطير الذين يتجهون إليه بسرعة، ويجدر بهم التوقف لحظة قبل فوات الأوان. إنهم بافعالهم الغريبة واقوالهم الغبية يقومون ببناء جدار حديدي فلسطيني بين اليهود والعرب في "ارض اسرائيل"، جدار من الكراهية العميقة وسفك الدماء والكارثة. ويمكنهم حتى الغد الحديث عن العنصرية، لكن هذه الادعاءات لن تغطي على الوقود الذي يقومون بسكبه على شعلة الصراع المتأجج بين الحركة اليهودية القومية القديمة وبين الحركة العربية القومية الجديدة. يجب على الديمقراطية الاسرائيلية أن تستيقظ وأن ترد اذا كانت تريد البقاء. لا يمكن للديمقراطية أن تكون أداة للانتحار. لا يمكن تقديم الاستشارة لياسر عرفات وأبو مازن بالصعود الى "مرمرة" والمطالبة باراضي الكيبوتسات وتشجيع "المخربين" – وفي الوقت ذاته البقاء اعضاء في كنيست اسرائيل. من يريد اقامة خلايا سرية فهو سينضم اليها، ولا يجب عليه التلويح من داخل الكنيست بأعلام الحرية والاحترام للديمقراطية الاسرائيلية. يجب على رؤساء المعسكر الصهيوني استخلاص الدروس وبسرعة اذا كانوا يريدون البقاء سياسيا. ويجب عليهم ابعاد زهير بهلول عن الحزب. وكل تأخير سيظهر أن المعسكر الصهيوني هو اسم فارغ من المضمون. يجب على المجتمع العربي المعتدل اسماع صوته فيما يتعلق بهذه التصريحات الخطيرة. وصمته سيُظهره وكأنه يوافق على اقوال بهلول. الامر الذي يعني ايضا تحمل النتائج.