قادة معركة جنين يقضون 14 عاماً وراء القضبان

thumb (1)
حجم الخط

حالهما كحال أبناء مخيم جنين الملاذ الآمن للقادة المطلوبين في مختلف الفصائل المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وقلعة الاستشهاديين الذين واصلوا دورهم في احتلال مرتبة الشرف الأولى مدافعين عن جنين بعد اجتياحها من قبل الاحتلال الغاشم، وبعدما ثقلت بمئات الجرحى والأسرى والشهداء.

هما الأسيران علي سليمان السعدي الصفوري البالغ من العمر 53 عاماً من مخيم جنين وثابت عزمي سليمان مرداوي البالغ من العمر 39 عاماً من بلدة عرابة في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة اللذان استبسلا في الدفاع عن مخيم جنين بعد حصاره عام 2002.

وعمدت قوات الاحتلال في شباط /فبراير عام 2002 إلى محاولة دخول مخيم جنين لكسر شوكة المقاومة فيه فذاقت من الموت ألوانًا وسقط منهم 18 جنديًا وأصيب عدد آخر.

لم يكن هذا الاجتياح سوى تدريب عملي لدخول مخيم جنين والسيطرة عليه وعندما أدرك قادة الجهاد الإسلامي في المخيم هدف العملية أخذوا يعدون العدة للاجتياح القادم و الذي جاء ضمن عملية السور الواقي ضد مدن الضفة المحتلة في أبريل/ نيسان 2002.

تصدى شجعان المخيم لأقوى جيش في العالم بعدته وعتاده و غطائه الجوي في واحدة من أقوى المواجهات وتمكنوا من صد قوات العدو ل11 يوما لينفق منهم أكثر من 32 جندي و ضابط و يرتقى للعلا 67 شهيدا من بينهم 25 مقاوما مسلحا، ويدمر 80% من بيوت مخيم جنين.

أصيب الأسير مرداوي برصاصتين أثناء تصديه ورفاقه لجيش الاحتلال في محاولة اقتحام المخيم إبان عملية "السور الواقي" التي أعلنها المجرم شارون، وبقي ينزف لساعات، ثم اقتحم جنود الاحتلال المكان واعتقلوه، وكان من رفاقه منهم من استشهد ومنهم من اعتقل.

اعتقل البطلان في 11 من أبريل بعدما دافعا عن المخيم بروحهم وقوتهم، وقدمت لهما لائحة اتهام بمسؤوليتهما المباشرة عن مجموعة من العمليات الاستشهادية التي نفذها مجاهدون من سرايا القدس وإنتاج قذائف مصنعة محليا ودورهما البارز في الدفاع عن المخيم و حكم على الحاج علي بالسجن لأربع مؤبدات و50 عاما، كما صدر الحكم على ثابت بعد ثلاثة أعوام من اعتقاله، وكان الحكم بالسجن 21 مؤبدًا و 40 عاماً، بتهمة قيادة الجناح العسكري لسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة المحتلة والتخطيط وتنفيذ سلسة عمليات استشهادية أدت إلى عشرات القتلى و الجرحى في صفوف جنود الاحتلال.

يشار إلى أن الأسير مرداوي هو أحد مؤسسي الجناح العسكري لسرايا القدس في مدينة جنين، ليصبح فيما بعد قائدًا للجناح العسكري فيها بعد اغتيال الشهيد القائد إياد الحردان، وأطلق عليه الاحتلال أثناء اجتياح مخيم جنين بالمطلوب رقم 1 للتصفية والاغتيال ضمن أخطر عشرة مطلوبين في الضفة المحتلة، كما أنه تعرض لعدة محاولات اغتيال أثناء فترة مطاردته ونجى من تلك المحاولات برعاية الله، كما أنه استطاع أن يكمل نصف دينه ويتزوج رغم وضعه الأمني الخطير وأنجب ابنه أسامة الذي يبلغ من العمر الآن 14 عاماً.

ويعاني الأسير مرداوي من عدة أمراض في المعدة والمريء، كما يعاني الحج علي من مرض جلدي أصيب به بعد الاعتقال ووضعه الصحي صعب للغاية وهو الآن في سجن رامون.

ولا يزال الأسيران صامدين ومرابطين في سجون الاحتلال، ثابتين على الحق متحدين السجان وقهره بعزيمتهم القوية النابعة من قوة إيمانهم بأن الدفاع عن فلسطين هو واجب لكل فلسطيني حر.