للزواج العديد من الفوائد، لكن المفاجأة أنه قد ثبت أنه يزيد فرصك للنجاة من السرطان، هكذا كانت النتيجة التي خرجت بها دراسة جديدة أجراها فريق علماء بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو على 800 ألف شخص.
قد لا تكون هذه النتيجة جديدة، لكن الجديد في هذه الدراسة أنها توسعت في العينة المدروسة لتشمل أطيافاً أكثر من الأعراق والإثنيات، وكانت النتيجة أن فوائد الزواج تظهر في الرجال البيض - من غير العرق اللاتيني – أكثر من غيرهم في مقاومة مرض السرطان، حسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 11 أبريل/نيسان 2016.
وقالت رئيسة فريق البحث، ماريا إلينا مارتينيز، إن آثار الزواج الإيجابية متعلقة بالدعم النفسي والاجتماعي أكثر من الدعم الاقتصادي المادي للمرضى.
ونشرت الدراسة في مجلة Cancer، حيث أوضح فريق إعداد البحث أنهم درسوا بيانات من سجلات ولاية كاليفورنيا خاصة بمرضى السرطان تخص 393 ألفاً و470 رجلاً و389 ألفاً و 697 امرأة، جميعهم أصيبوا بين عامي 2000 و2009 بنوع من 10 أنواع من السرطان التي تعتبر الأكثر تسبباً في الوفاة لكل من الجنسين وعلى تنوع الأعراق. ثم تعقبت الدراسة حالات المرضى حتى نهاية عام 2012.
زواج البيض أكثر نجاحاً!
وبعدما تحكمت الدراسة في عوامل مثل درجة التأمين الصحي والحالة الاقتصادية الاجتماعية في الأحياء التي يقطنها المرضى، أظهرت النتائج أن فوائد الزواج غير متساوية للجنسين أو لكافة الأعراق، بل رجحت كفة الرجال البيض من غير الأصول اللاتينية أكثر من غيرهم، إذ ظهر أن لغير المتزوجين منهم نسبة خطورة أعلى من المتزوجين بـ24%، فيما كانت النسبة المتعلقة بخطورة السرطان للنساء العازبات من بيضاوات البشرة أعلى بنسبة 17% من السيدات البيض المتزوجات.
ولم تقف الدراسة على سر فائدة الزواج، بل دعت إلى إجراء مزيد من الدراسات لسبر ذلك السر، مثل تأثير اعتناء الأزواج ببعضهم وتذكيرهم لبعضهم بعضاً بمواعيد مراجعة الطبيب، أو الدعم النفسي ضد الاكتئاب، أو مناولتهم الأدوية لأزواجهم أو غير ذلك؟
الدراسة نوّهت إلى أن غير المتزوجين من مرضى السرطان أكثر عرضة من غيرهم للمخاطر وعدم التماثل للشفاء، ولذلك أهابت بهم أن يحصلوا على قسط وافر من الدعم النفسي والاجتماعي ممن حولهم لأنهم "مجموعة ضعيفة".
تشكيك في النتائج
لكن علماء آخرين تشككوا بهذه النتيجة، منهم د. بيرنارد راتشيت، من كلية لندن لطب الصحة العامة والأمراض الاستوائية، الذي أشار إلى أن الدراسة أجريت على مرضى في فترة لم يكن قد استحدث فيها نظام الرعاية الصحي الأميركي "أوباماكير".
كما أن الدراسة أهملت متابعة حالة المرضى الاجتماعية إن ظلوا على زواجهم أم طلقوا بعد تشخيص إصابتهم بالمرض، أو لعلهم كانوا على علاقات رومانسية خارج إطار زيجاتهم، أو لعلهم كانوا مصابين بأمراض أخرى إلى جانب السرطان.
وعلق د. آلان وورسلي من مركز أبحاث السرطان البريطاني بقوله إنه إن كان سر ارتفاع فرص نجاة المتزوجين مردّه إلى أن أزواجهم يحفزونهم لمراجعة الطبيب في مراحل باكرة، فينبغي على العزاب أن يحذوا حذوهم ويستشيروا طبيباً في أبكر وقت ممكن لدى الشك بعرض ما.