عاصفة بهلول: نتنياهو أول من ميّز بين الجنود والمدنيين

0451e4742dec79f8eaf081c3425824bd
حجم الخط

هل الفلسطيني الذي يمس بالمدنيين «مخرب» أما الفلسطيني الذي يمس بالجنود فليس «مخربا»؟ النائب زهير بهلول من «المعسكر الصهيوني»، الذي ميز، الاسبوع الماضي، بين من يمس برجال «قوات الامن» ومن يمس بالمدنيين تعرض للشجب من الحائط الى الحائط، ولكن يتبين الآن أنه ليس الوحيد الذي أجرى هذا التمييز. من ميز بين المس بالمدنيين والمس بالجنود لم يكن غير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كتب في كتابه «الارهاب – كيف يمكن للغرب أن يهزمه»، يقول: «الإرهابيون يختارون مهاجمة المدنيين الضعفاء وعديمي الحماية: الشيوخ، النساء والاطفال – وفي واقع الامر كل انسان، باستثناء الجنود». لا شك أن نتنياهو مقتنع بان المس بجنود الجيش الاسرائيلي هو أمر خطير ليس له أي تفسير شرعي ولا توجد امكانية لابداء أي تفهم تجاهه، ولكن امورا كتبها في الماضي تذكر بالقول الاشكالي للنائب بهلول. وهكذا كتب نتنياهو في فصل «تعريف الارهاب» في كتابه: «لقد درج الارهابيون على أن يعرفوا أنفسهم بأنهم «مقاتلو حرب عصابات»، وتكرر وسائل الاعلام هذا الاصطلاح دون التدقيق فيه. ولكن مقاتلي حرب العصابات ليسوا ارهابيين. هم جنود غير نظاميين، يقاتلون ضد قوات جيش نظامية وليس ضد المدنيين. عمليا، مقاتلو حرب العصابات هم النقيض التام للارهابيين. فمقابل مقاتلي حرب العصابات ممن يخرجون الى المعركة ضد قوات عسكرية، هم في الغالب أقوى منهم بكثير، يختار الارهابيون مهاجمة المدنيين الضعفاء وعديمي الحماية: الشيوخ، النساء والاطفال – وفي واقع الامر كل انسان، باستثناء الجنود. فمع هؤلاء يحاولون، قدر الامكان، الامتناع عن مواجهتهم. ان المس بالمدنيين هو، إذاً، عامل اساس في استراتيجية الارهابيين». لقد كان نتنياهو بين اولئك الذين هاجموا النائب بهلول ووصفوا أقواله بانها «مخجلة». وكتب رئيس الوزراء على صفحته في الفيس بوك: «ان جنود الجيش الاسرائيلي يحمون باجسادهم حياتنا ضد قتلة متعطشين للدماء. وأتوقع من كل مواطني اسرائيل، ولا سيما من النواب، ان يمنحوهم الاسناد الكامل». لقد نشر كتاب نتنياهو في العام 1986 بالانجليزية، وقد كان في حينه من انتبه الى تعريف اصطلاح الارهاب وسعى الى استخدام ذلك من اجل التمييز بين الاعمال التي قامت بها م.ت.ف او «حزب الله» ضد قوات الجيش الاسرائيلي وبين المس بالمدنيين الاسرائيليين. اما نتنياهو، الذي فهم على ما يبدو هذه الاشكالية، فقد سعى الى اصلاح الانطباع وفي المقدمة بالطبعة العبرية من الكتاب كتب: «في الكتاب لم يقل، بالطبع، إن الارهابيين يهاجمون المدنيين فقط، ولكن المدنيين هم الهدف الرئيسي لهم. وهم يحاولون المس بهم بالاساس. وحتى عندما يهاجمون الجنود فانهم يقصدون، في اساس الامر، اخلاء السبيل لهجماتهم على المدنيين». ولا يزال ليس مؤكدا بان تكون حتى هذه الصياغة الملتوية مناسبة للوضع القائم اليوم، إذ ان قسما كبيرا من عمليات الطعن في الاشهر الاخيرة كانت موجهة منذ البداية ضد جنود وشرطة، وليس كوسيلة للمس بالمدنيين.