السياسة الناجعة للجيش الإسرائيلي

102
حجم الخط

يوجد لاسرائيل سلام استراتيجي كامل فقط مع مصر والاردن، حيث وقعت معهما على اتفاقات سلام. وفي باقي حدودها – في مواجهة التنظيمات «الارهابية» من لبنان ومع الفلسطينيين – توجد لاسرائيل اتفاقات مرحلية تعني سلاما تكتيكيا فقط. «حماس» و»حزب الله» ترفضان أي حل مع اسرائيل، وأبو مازن يقوم باشعال الحريق السياسي عبر المبادرات في مجلس الامن. وبنيامين نتنياهو ايضا لا ينوي بشكل جدي الذهاب الى حل الدولتين لشعبين. لذلك، على جبهة غزة و»يهودا» و»السامرة» فان الهدوء يكون لفترة معينة في اعقاب نشاط عسكري لاسرائيل يقوم باخماد اللهب. في ظل هذه القيود فان السياسة الامنية هي عبارة عن نجاح. وهذه السياسة تُقاس بعدة مقاييس – نسبة المصابين في اوساط الاسرائيليين ومستوى خوفهم وحجم الضرر الذي يتكبده العدو كي لا يسارع الى استئناف الارهاب وحجم الضرر السياسي الذي تتسبب به كل جولة كهذه لاسرائيل في العالم. كانت عملية الجرف الصامد هي نموذج: الحفاظ على حياة الاسرائيليين والحاق الضرر الشديد بـ «حماس» والهدوء المتواصل. هذه هي ايضا معايير امتحان انتفاضة السكاكين، الذي كان امتحانا من نوع آخر في كيفية تعامل الجيش الاسرائيلي و»الشاباك» والشرطة. الجيش الاسرائيلي استخدم القوة المدروسة، الامر الذي رفضه كل من اقترح مهاجمة غزة دون خطة جدية. وقد تكرر ذلك في «يهودا» و»السامرة». وجاءت الاقتراحات من «الليكود» و»البيت اليهودي» و»اسرائيل بيتنا»، الامر الذي رفضته الاجهزة الامنية. ولو كانت اسرائيل قد استخدمت قوة أشد ضد «ارهاب السكاكين» لكانت تعرضت لمواجهات أكثر قسوة. إن طول النفس الذي أظهره موشيه يعلون وبني غانتس وغادي آيزنكوت اثناء عملية «الجرف الصامد» أثبت أنه ناجع أكثر من أي بديل طرحه نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان وعدد من الوزراء واعضاء الكنيست من «الليكود». والمعطيات التي قام بنشرها «الشاباك»، أول من أمس، تشهد على ذلك. ايضا في هذا السياق من الجيد التطرق لتقديرات نتنياهو أن النار ستتجدد بشكل أقوى. ولكن الى الآن فان النتيجة أفضل مما بدت عليه انتفاضة السكاكين حتى الآن. خلافا للكذب الشائع، فان الجيش الاسرائيلي لم يتوقف عن اطلاق النار على «المخربين»، وقد منح المظلة اللازمة لقائد كتيبة بنيامين، اسرائيل شومر، الذي قام بقتل «ارهابي» خلال عملية اعتقال لمشبوه. ايضا الجندي الذي قام باطلاق النار على «المخرب» الملقى على الارض، سيُحاكم. واذا تبين أنه، كما يظهر في فيلم «بتسيلم»، قتل، فسيعاقب ولكن ضمن الاطار الملائم. انتفاضة السكاكين لم تنته. ولم تنجح الى الآن. المبادرون اليها لم يناموا. وعلى الأجهزة الامنية أن تكون حذرة حتى في اليوم الذي سيكون فيه رضا عن النتائج النسبية والمؤقتة.