العيش مع، أو الاعتناء بشخص لديه إدمان على مادة معينة (مخدرات أو كحول) أو سلوك معيّن، قد يكون مجهداً ومقلقاً.
فقط لأنك تستطيع تمييز وجود مشكلة عند فرد من عائلتك، هذا لا يعني انّه يرغب بالتغيير.
في حال وجدت نفسك مضطراً للتعامل مع إدمان أحد أفراد عائلتك، فأهم شيء يمكنك فعله هو الاهتمام بنفسك.
إليك الطريقة: أولاً، واجه الموقف. التستّر على إدمان أحد أفراد عائلتك أو التظاهر بعدم وجوده، ستؤدي لاستمرار هذا السلوك وازدياده سوءًا.
لكن يجب أن تعلم أنّ الشخص العزيز عليك في الغالب سينكر وجود أيّ مشاكل، لذا فمن المحبذ أن تريه أنّك قلقاً على صحته.
ثانياً: جد شخصاً تستطيع التكلّم معه. العيش مع الإدمان مُتعب بشكل كبير، ولست مجبراً على خوضه لوحدك.
مصارحة طبيباً نفسياً، أو رجل دين، أو مجموعة دعم سيساعدك على السيطرة على الموقف وتكوين وجهة نظر حولها.
فكّر بالانضمام لمجموعة دعم أو نادي خاص بدعم ضحايا الإدمان أو عائلاتهم، حيث يقوم أشخاص آخرون يواجهون نفس المشكلة، بمشاركة قصصهم.
تكوين علاقات مع أشخاص مرّوا بتجارب مشابهة قد يساعدك على مواجهة المشاكل التي من الممكن أن تواجهها يومياً.
ثالثاً: لا تنسَ نفسك. من السهل اهمال احتياجاتك الخاصة عند عيشك مع مدمن.
قد تكون قلقاً جداً على الشخص الآخر لدرجة أنّك لا تهتم باحتياجاتك الأساسية.
تأكد من حصولك على قسط وافٍ من الراحة، حافظ على نظام طعام متوازن، ومارس الرياضة.
قد تبدو هذه التوصيات غريبة، لكن القيام بنشاط بدني بوتيرة ثابتة يساعدك بالتخلص من الضغوطات والقلق، ويعمل على تعزيز احترامك وحبك لذاتك، وهذا كلّه يجعلك قادراً على التأقلم مع إدمان الشخص العزيز على قلبك.
أيضاً، لا تلم نفسك. باستطاعتك تقديم المساعدة للشخص العزيز عليك لإيجاد برامج علاج وتشجيعه على التحسن، لكن لا يمكنك إجباره على التغيّر.
المدمن سيقلع عن إدمانه ويحافظ على ذلك فقط عندما يكون مستعداً.
ذكّر نفسك يومياً الذنب ليس ذنبك. أنت لم تتسبّب بمرضه وليس باستطاعتك جعله يتحسن.
أخيراً لا تحمّل نفسك مسؤولية مشاكلهم. من الصعب مشاهدة شخص تحبه يغرق في دوّامة من القرارات الخاطئة والعواقب السيئة.
ومن الطبيعي أن ترغب في المساعدة. لكن التستّر عليه، أو تصحيح ما يتسبب به من فوضى، لن يفده أو يفدك.
بل أنّ حمايته من أفعاله الخاصة قد تحول دون إدراك مدى سوء مشاكله.
إذا كان عليه الوصول الى الحضيض حتى يطلب المساعدة، فعليك السماح بذلك.
قد تتطلّب عملية التعافي وقتاً طويلاً. كما أنّ الإدمان لم يحصل بين ليلة وضحاها. وكذلك الإقلاع عنه.
بقدر ما في الأمر من صعوبة، حاول عدم الحكم على إدمانه.
الإدمان مرض يتطلّب اليقظة والحذر الدائمين.
قم بمعرفة حدودك الشخصية كذلك. فقط لأنك تحبّ شخصاً ما فهذا لا يعني أنّك مجبر على التعامل مع إدمانه.
عليك فقط معرفة ما هو صحيح لك.