الجيـش الإسـرائيلي .. الأكــثر أخلاقـيـة فـي العالـم

20161304212840
حجم الخط

في الخامس من نيسان نشر ابراهام بورغ، هنا، مقالا بعنوان «الجيش الأكثر نصف اخلاقية في العالم». وقد كان ذلك لهدف واضح هو القول إن الجيش الاسرائيلي ليس جيشا اخلاقيا. وأنا لا أوافقه الرأي وأقول إن الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم. أوافق على الانتقادات التي يطرحها بورغ لسياسة اسرائيل الاحتلالية، التي من أحد تعبيراتها السيطرة على شعب آخر والمواجهة العنيفة التي لا تتوقف. وادعائي ضده يتصل بالبلبلة وعدم التمييز بين السياسة الاحتلالية لحكومة اسرائيل وبين الطريقة التي يتصرف بها الجيش وجنوده اثناء أداء المهام الملقاة على عاتقهم. وحسب اقوال بورغ، لم يتم اجراء بحث للمقارنة على مدى السنين من اجل تحديد مستوى اخلاقية الجيش الاسرائيلي قياسا مع جيوش اخرى. ولا يمكن اجراء بحث كهذا. سلوك الجيش الاخلاقي يخضع للامتحان فقط اثناء المواجهة العسكرية والحرب. الاغلبية الحاسمة في جيوش العالم لا تحارب الآن. ولكننا شاهدنا في السابق، والآن ايضا، جيوش يُطلب منها مهام عسكرية، يمكن مقارنة الجيش الاسرائيلي معها: الجيش السوري أو الجيش المصري والسعودي والتركي، أو قوات الامداد الأميركية والبريطانية والفرنسية والروسية ايضا. وأمام كل اولئك، أتفاخر وأقول إن الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية. فأخلاق الحرب لدى الجيش الاسرائيلي مفاجئة. فهو الجيش الذي يعيش حالة من المواجهة العنيفة والمتواصلة ويعمل في ظروف صعبة. إن الجيش الاسرائيلي منذ اقامته في 1948 لم يعرف أي يوم من الهدوء. فنحن نعيش حالة طوارئ متواصلة. ورغم أنني لم أقم باجراء استطلاع علمي، وما أطرحه هنا هو معطيات فعلية، وأنا على يقين أن هناك من سيختلف معي، رغم ذلك يمكننا التفاخر بسلوك جيشنا الاخلاقي. أنا لا أنسب هذا التصرف لـ «الارث اليهودي»، أي البنية الاخلاقية للشعب اليهودي. وليست عندي معطيات لمعرفة وزن وتأثير ذلك على الضباط والجنود عندما يقومون بتنفيذ مهامهم. وأنا سأبدأ بالتفسير الاكثر بساطة: الجيش لا يستطيع السماح بالتجاوزات. واسرائيل بسياستها وجيشها توجد تحت مجهر كاميرات العالم. مصور «بتسيلم» الذي صور ونشر عملية قتل الجندي في الخليل، لم يكن استثنائيا، بل العكس. والنظرية تقول إن كل خطوة أو فعل يتم تغطيتها بشكل موضوعي أو من قبل كاميرا معادية. إلا أنه يوجد حسب رأيي عدد من التفسيرات التنظيمية التي تساهم في فهم السلوك الاخلاقي لوحدات الجيش الاسرائيلي. الجيش الاسرائيلي هو جيش الشعب الذي يعتمد على التجنيد الاجباري لجميع السكان. هذا التجنيد يجلب لصفوفه ملكات وامكانيات يصعب ايجادها في جيوش المرتزقة. وأنا أذكر الانقلاب الذي مر فيه الجيش البريطاني عندما استوعب جميع شرائح السكان، الأمر الذي حوله الى جيش مختلف. إن حقيقة أن الجيش الاسرائيلي يشمل الاحتياط ايضا، حيث ينضم اليه الاشخاص البالغون أكثر، الذين لهم عائلات وأولاد ويتعاطون بشكل أكثر بلوغا. مساهمة مشابهة وأكثر أهمية هي الخدمة الالزامية للنساء في الجيش الاسرائيلي. فوجودهن في الوحدات يؤثر في اعتدال مواقف وسلوك الجندي الرجل. في نهاية المطاف، القرب من البيت، حيث يعود الجندي الى بيته كل اسبوع أو اسبوعين، وبالتالي لا يطور مظاهر قد تنبع من البعد المتواصل عن المجتمع الدولي. توجد استثناءات بالطبع، وهناك حالات يقوم الجيش باخفائها بسبب الرقابة الدولية التي لا تختفي للحظة. وهي تبحث عن الاستثنائي من اجل استغلاله وتضخيمه لاهداف سياسية. ومع هذه الاستثناءات يتعايش الجيش حتى يثبت ويقنع أن هذه امور استثنائية. ولا يمكنها أن تسري على الجميع.