أقوال بهلول .. تهديد وجودي للصهيونية!

be9634b86f480e3430d07bf31c88874f
حجم الخط

محاولة سيطرة زهير بهلول على قاموس اسرائيل الوطني كان محكوماً عليها بالفشل. فعربي اسرائيلي، حتى لو كان يتحدث العبرية بطلاقة، لا يحق له ولا يمكنه أن يفرض على الواقع اليهودي الاقوال التي يريدها. سارعت قيادة «المعسكر الصهيوني» إلى لطم «العربي الوقح» على خده، وتنصلوا من مسؤوليتهم عن السلوك غير اللائق. من الغريب أنهم دخلوا في حالة من الفوضى، خصوصا عندما يطرح رمز التعايش قاموسا عبريا جديدا يعتبر «المخرب» الفلسطيني محاربا من أجل الحرية. اعتقد بهلول، كما يبدو، أنه يمكنه تنفيذ سرقة أدبية من الواقع اليهودي، سراً. حيث يعتبر كل «ارهابي» بطلا. ومقارنة محاربي الحرية الفلسطينيين بمحاربي «الايتسل» و»الليحي» و»الهاغاناة». ولكن لا وجود للحيوانات الأليفة في هذا السيرك. ويمكن القول إن قانون الإبعاد سيمر بنجاح هذه المرة. سيكون من السهل جدا تجنيد تسعين عضو كنيست يقفون في صفين من اجل أن يبصقوا على بهلول وهو يمر من بينهم في طريقه الى مكانه الملائم – معسكر الطابور الخامس. من حسن الحظ أنهم لاحظوا في المعسكر الصهيوني وجود الحضارة العربية بشكل مبكر. فالحزب الذي يسمي نفسه بهذا الاسم لا يمكنه أن يُدنس صفوفه بعربي يتجرأ على الشعور بأنه عربي. إن الصراخ ضد بهلول يضع الحزب في مكانه الصحيح، المعسكر القومي. المعسكر الذي حسب التعبيرات الكلامية القومية لا يستطيع أن يدعو الى الحرب من اجل تحرير فلسطين، لأن عددا من اعضائه ما زالوا يؤمنون أنه ليس هناك شعب فلسطيني وليس هناك هوية قومية فلسطينية. إن الحزب ليس ناديا اجتماعيا يسمح للجميع بالدخول اليه دون فرق في العرق أو الجنس أو اللغة. فهناك أجندة وبرنامج للحزب، وهدف وجمهور هدف، يريد الحزب أن يتم انتخابه من أجل السيطرة، ومن هو غير مستعد لتبني القاموس الحزبي من الافضل له أن يبحث عن حزب آخر. إن المعسكر الصهيوني، لمن نسي، ليس يساراً، وهو لم يكن ولن يكون يساراً، صحيح أن المعسكر الصهيوني هو جهة سلطوية، وهو على استعداد، مثل «الليكود» و»شاس»، أن يكون فيه اعضاء من العرب، ولكن بشرط أن يتعلموا أولا وقبل كل شيء اللغة الصحيحة، تماما مثل المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في دول اوروبا، حيث يُطلب منهم أن يتعلموا لغة الوطن الجديد، وهكذا ايضا بالنسبة للفلسطينيين الاسرائيليين الذين يرغبون في أن يكونوا مواطنين وأن ينضموا الى حزب صهيوني، مطلوب منهم تبني اللغة القومية. وإليكم مشكلة. اللغة يمكن تعلمها وتعليمها. ولكن لا يمكن اقامة جدار عاطفي فاصل بين الفلسطينيين الاسرائيليين وبين الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال. تماما مثلما لا يمكن منع شعور تضامن اليهود في الشتات مع اليهود في اسرائيل. فعندما تكون اسرائيل في ضائقة يُطلب من اليهود في أرجاء العالم أن يساعدوها، وحكومة اسرائيل ترفض التمييز بين اللاسامية وبين اللااسرائيلية أو اللاصهيونية، فهذه مفاهيم متشابهة حسب رأيها. ولكن ما ينطبق على المعسكر الصهيوني، وليس الحزب، بل في اوساط الجمهور اليهودي الصهيوني، محظور على الفلسطينيين الاسرائيليين. فالتماثل والتضامن الفلسطيني في اعتبار المخرب محارب من اجل الحرية، يعني عدم الولاء للدولة، ومطلوب من الفلسطينيين الاسرائيليين اظهار ولائهم للدولة صبح مساء، حتى عندما تقوم دولتهم بقتل أبناء شعبهم وهدم منازلهم. بهلول حاول طرح معيار كلامي جديد، واعتبار أنه ليس كل «ارهابي»، سواء أكان فلسطينيا أو شيشانيا أو ايرلنديا أو يهوديا، هو محارب حرية. ولكن ليس كل محارب حرية هو «ارهابي». والقول إن الفلسطيني فقط احيانا هو فلسطيني. إن خطأ بهلول هو أنه تجاهل حقيقة أن محاولة كهذه تعتبر تهديدا وجوديا للصهيونية.