يتردد كثير من الرجال في الإقبال على الزواج، ويرفضونه تماما، وسنخص بالحديث اليوم تلك الفئة التي لديها الإمكانيات اللازمة لكافة استعدادات الزواج، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها ترفض مجرد التفكير فيه.
توجد أمور عديدة، تجعل هذه الفئة لا تقوى على اتخاذ قرار بالزواج، فتظل حائرة ما بين تكوين الأسرة والعزوبية... سنذكر منها الآتي:
– الشك
بعض الرجال يكون لهم علاقات عميقة مع نساء كثيرات، حيث تباح في هذه العلاقات العديد من الأمور التي تنافي الأخلاق والقيم والمبادئ، ما يؤدي إلى تشويش فكر الرجل عن النساء ككل، فيبدأ الشك يسيطر عليه متخيلا أن كل النساء مثل هؤلاء النسوة، وهو خطأ جسيم يقع فيه مثل هذه النوعية من الرجال.
وهنا يقع الرجل أسيرا للظنون ويظل متذكرا لهذا النوع من النساء، ليكون عائقا بينه وبين ما أحله الله تعالى، حارما أياه من الاستقرار وتكوين أسرة وإنجاب الأطفال.
ويجب أن يعي مثل هذا النوع من الرجال، إن علاقاته السابقة مع النساء قد مكنت الشك منه تجاه كل النساء، وأن ما يدور في نفسه ما هو إلا نتيجة طبيعية للبيئة السيئة التي وجد النساء فيها، كما أن الخسارة ستكون من نصيبه وحده وسيضيع عمره هباء دون زواج واستقرار وسيندم في الوقت الذي لن يفيد فيه الندم.
– الروتين
يخشى بعض الرجال من الرتابة والملل الذي قد يحل بعد الزواج، وهنا يجب أن نطرح هذا السؤال، وهو لماذا يحدث الروتين في الحياة الزوجية؟
لا يمكن إن ننكر إصابة الحياة الزوجية ببعض الأمراض مثل الملل والروتين، والرتابة، ولكن هذا لا يعني العزوف عن الزواج أو هدم الحياة الزوجية بسبب هذه الأمراض، فلكل مرض دواء، وأنسب الأدوية لعلاج ملل وروتين الحياة الزوجية هو حرص الطرفين على فعل كل ما يجدد روح العلاقة بينهما، وعدم الاستسلام للملل، كما أنه لا يمكن أبدا أن يتوقف علاج المرض على مجهود طرف واحد دون الأخر، لذلك، على الزوج والزوجة أن يجتهدا بكل ما في وسعهما لتحصين حياتهما من هذه الأمراض.
ومن هنا يجب أن يدرك كل رجل يرى في حياة التنقل بين امرأة وأخرى متعة زائفة، أن الزواج هو العلاقة الوحيدة التي ستحقق له الاستقرار النفسي، وبه سيرى أبناء له، ولا مجال أبدا للخوف من الروتين طالما أن رغبة الطرفين في الحفاظ على حياتهما البعض موجودة.