حلب، معركة محورية!!

Samee7Shabeeb
حجم الخط

تبرر العمليات العسكرية في حلب، كعمليات محورية في الحرب الدائرة، ضد داعش، خاصة بعد انسداد من نقاط، الامراء، التي كانت تمثل شريان الحياة بالنسبة لوجودها وتمردها. المعارك الضاربة التي تجري هذه الأيام، هي من أشد المعارك التي جرت في السنوات الثلاث الماضية، وتجري في جغرافيا، منقسمة ما بين قوات الجيش السوري، المدعوم ايرانيا، وبين بقايا داعش والنصرة وبعض فصائل الجيش الحر وعبر هذين التيارين المتصارعين، يبرز دور كردي، يحاول ان يجد له مكاناً متصلا بالاكراد في تركيا. لعل المتابع لما يحدث في حلب، يلمس، بوضوح، بأن المد التركي، تضاءل حجمه، لدرجة تقارب التلاشي، في وقت تشهد فيه الحشود السورية الرسمية وحلفاؤها من حزب الله والايرانيين، كثافة عالية، ما يوحي، بأن الجيش السوري، وحلفاءه، يرون في هذه المعركة، مفصلاً استراتيجيا، في مسار الحرب الدائرة في سورية. ما نشهده من بعض نشاطات داعش، خاصة التمدد المفاجئ في مخيم اليرموك، وطرد قوات النصرة، يأتي في سياق، الهروب الى الامام، ومحاولة الظهور بأنه لا يزال قادرا على التواجد في تخوم العاصمة - دمشق. علماً بأن المعركة المحورية هي في حلب، بعد تدمر!! لعله من نافلة القول، إنه وبعد التوافق الاميركي - التركي، على ضرورة استبعاد فكرة الدولة الاسلامية من المنطقة، وقد تقرر ذلك، بعد توافق المملكة العربية السعودية، مع تركيا، حول ذلك، بعد لقاء القمة، ما بين الملك سلمان، وبين الرئيس اردوغان. أنقرة لا تزال، وكذلك السعودية تريان، في القوات السورية المعارضة، قوات تستحق الدعم، تلك القوات التي تمكنت وفي ظل ضعف داعش من عبور نهر الفرات، بعد سيطرتها على سد تشرين، باتت تتركز بالقرب من بلدة منبج. تركيا من جهتها، تخشى من تمدد الاكراد نحو عفرين، شمال حلب، وتمكنهم من تشكيل جيب عسكري، من الممكن ان يمثل منطقة متصلة، تصبح مستقبلا منفذاً استراتيجيا على طول الحدود التركية .. في السياق ذاته، ترى الولايات المتحدة، بأنه من المجدي، الحيلولة دون تقدم القوات الكردية، نحو الحدود التركية - السورية، لأن من شأن ذلك حدوث صراع مباشر بين القوات الكردية وبين أنقرة. على ضوء خارطة الصراع في حلب، وصولاً لامتدادات الحدود بين سورية وتركيا، وارتكازاً على ما قامت به القوات الروسية من اعمال قتالية، لا تزال قائمة حتى الآن، فإن صورة ما يجري باتت تتمثل في النقاط الثلاث التالية: * ضعف غير مسبوق لقوات داعش مع محاولات استمرارها في القتال، رغم انسداد طرق الامداد اللوجستي لها، ووصول مصادر تمويلها، خاصة النفط، الى درجات متدنية، بل وشديدة التدني. * وصول حشودات الجيش السوري وحزب الله وقوات ايرانية، لدرجة تصل حدود خمسة اضعاف عما كانت عليه، وقدرتها على السيطرة، على نقاط ومفاصل استراتيجية خاصة بعد حسم معركة تدمر. * بروز دور الاكراد، وسط تشابكات ما هو قائم ميدانيا، ومحاولتها لعب دور، له طابع استراتيجي فيما يتعلق بالاكراد في سورية، خاصة والاكراد عامة، وهو دور لا يلقى قبولاً من الاطراف المتصارعة في سورية. ستحاول سورية وحلفاؤها حسم معركة حلب بالسرعة الممكنة، لانها ترى في هذه المعركة حسماً للصراع على سورية، وتكريساً للنظام القائم. لكنه، من نافلة القول، إن زمام الحسم والمبادرة، لم يعد في يد النظام فقط، بل باتت هناك، اطراف اقليمية ودولية ومتعددة لها رؤيتها، ولها مصالحها، وبالتالي لا يمكن اغفال ذلك، وتجاوزه. جنيف مسار سياسي، لحل الازمة السورية، وهذا المسار بات جديا وحقيقياً، ما سينتج عن جنيف في نهاية الأمر، هو رؤية جديدة لسورية جديدة!!