يواصل الاحتلال الإسرائيلي مساعيه من أجل التقليل من تداعيات ما صرحه أحد ضباطه الأمس، بأن قوة حماس تضاعفت وقد تندلع حربًا قريبة، وذلك ما أفزغ المستوطنين.
وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية النقاب عن قيام قائد المنطقة الجنوبية "إيال زامير" بلقاء قادة مستوطني الغلاف اليوم، وذلك في محاولة للتهدئة من روعهم والتقليل من أهمية تصريحات ضابط الجيش.
كما بعث رئيس مجلس مستوطنات "شاعر هنيغيف" برسالة تهدئة هو الآخر لمستوطنيه قال فيها : "إن لأوضاع على ما يرام وأنه يثق بأن أمنهم بأيدي أمينة".
وفي ذات السياق، توالت ردود مستوطني الغلاف الغاضبة رداً على تصريحات الضابط التي وصفوها بمسلسل الرعب متهمين الجيش بالتواطؤ مع الحكومة للقيام بحملة رعب جديدة، في الوقت الذي يعجز كلاهما عن إيجاد حل واقعي لمشكلة المواجهة مع القطاع.
وجاء على لسان أحد مستوطني الغلاف ويدعى "أرنون حازوني" وتعقيباً على تصريحات الضابط أن ما يجري عبارة عن مسلسل رعب موجه من إنتاج مكتب نتنياهو لإخافة السكان ليس أكثر.
أما " أوري رتسون" فقد عقب على تصريحات الضابط قائلاً " كفى تخويفاً، فلا يوجد لديهم طائرات أو دبابات أو سلاح ثقيل"، في حين رأى "دافيد كوهن" أن مسلسل التخويف بدأ من جديد وأن الجوقة ينقصها قيام عضو الكنيست ورئيس مجلس مستوطنات أشكول الأسبق حاييم يلين بالتصريح بضرورة القيام بشيء لأن أمن السكان مفقود.
وأعرب "شمعون جولان" عن سخريته من تصريحات الضابط عندما قال إن وحدة حماس الخاصة أصحبت تضم آلاف الجنود، قائلاً إن هذا الأمر لا يمكن تصديقه فكيف تكون وحدة خاصة بآلاف الجنود، معتبراً هذه البالغة تشبه القول بان وحدة جولاني تعتبر لواء نخبة على حد تعبيره.
ومن جهتها زعمت القناة العبرية العاشرة، مساء أمس الجمعة، أن هناك خلافات بين قيادة الجناحين السياسي والعسكري في حركة "حماس" وهو ما قد يتسبب في التصعيد على جبهة قطاع غزة على غرار العملية العسكرية في صيف 2014.
وحسب القناة، فإن محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحركة حماس وهو الرجل الأقوى في قطاع غزة كما زعمت، دخل مؤخرًا في خلافات مع القيادة السياسية للحركة وخاصةً إسماعيل هنية بشأن الأوضاع في قطاع غزة والعلاقة مع إيران وحزب الله، حيث يرغب الضيف بإعادة العلاقات مع هذه الاطراف مجددا، فيما تتجنب القيادة السياسية وخاصةً هنية وخالد مشعل ذلك.
وأضافت القناة أن حماس في غزة تعاني كثيرا، لا سيما على صعيد توفير التمويل والدعم المالي، ولذلك يفضل الضيف عودة علاقات حركته مع إيران وحزب الله، مشيرة الى أن هذه الخلافات تتسع أكثر بسبب الوضع العام في قطاع غزة ولذلك فان الضيف مهتم بالتصعيد عبر مواجهة جديدة وهو لا يرغب في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، في حين أن هنية يرغب باستمرار الهدوء في قطاع غزة رغم الأوضاع الصعبة وهو يفضل إعادة بناء المنازل المدمرة.
كما أن هذه الخلافات تقلق إسرائيل خاصةً أنها كانت مماثلة للظروف التي سبقت محاولة حماس تنفيذ هجوم عسكري على حدود غزة وهو ما أدى فيما بعد للعملية العسكرية الواسعة.