كشف اللواء محمد صالح مكرم الطيار السابق بالقوات الجوية المصرية, أن حسنى مبارك كان من أقدر الطيارين المصريين على الذهاب الى اليمن لتنفيذ المهمات القتالية أثناء حرب اليمن، من خلال رحلة لا يتوقف فيها يطلق عليها " "one shot وكان عبدالناصر يثق فى قدراته جدا بحكم انه أقدم طيار قاذفات قنابل فى مصر حينذاك، وكان يقود نوعين من الطائرات KU 16"" و "اليوشن" وهى قاذفات قنابل بعيدة المدى وروسية الصنع انتاج "1955- 1960" وكان ينطلق من مطار ألماظة وحتى اليمن لتنفيذ الضربات والعودة مرة اخرى دون توقف ، كان مبارك يقوم بتخفيض حمولة القنابل على الطائرة لحمل وقود اضافي يكفى الرحلة التي تزيد مدتها عن 10 ساعات ذهابا وايابا، لكن في عام 1963 صدرت الأوامر الى مبارك بالسفر الى الاتحاد السوفيتى للحصول على دورة تدريبية من أكاديمية "فورنز العسكرية" فى روسيا لمدة عامين، وترك فراغا كبيرا خلفه اذ لم يستطع الطيارين الجديد خلافته فى المهمة الصعبة التى كان يقوم بها، حتى اضطر الرئيس جمال عبدالناصر الى الاستعانة بقدامى الطيارين السوفييت مقابل أجر .
يضيف اللواء مكرم قائلا "تم التعاقد مع 8 طيارين روس وحضروا الى القاهرة وأقاموا فى فندق الهيلتون، واشترطوا أن يقوم اثنان فقط منهم بطلعة واحدة فى كل مرة، وفى أولى طلعات الطيارين الروس الجوية أرسلوا رسالة الى قيادة القوات الجوية المصرية مفادها ان هناك عددا كبيرا من "المتسللين" يصل إلى 100 ألف مقاتل، فٌطلب منهما عبدالناصر أن ينخفضا بالطائرة قليلا والتأكد من مقياس الملاحة والخرائط، وبالفعل انخفض الطيار الروسي بطائرته، وأكد وجود عدد كبير منهم، وأن جميعهم يرتدون الملابس البيضاء، وأنه مستعد لقذفهم بالقنابل، لكن جاءته رسالة مفاجئة من القيادة المصرية: "عد فورا لأنك تطير الأن فوق الكعبة المشرفة، وهذه منطقة محرمة، وألقى بالقنابل في مياه البحر الأحمر"،
يتابع مكرم "بعد ذلك أمر عبدالناصر بإعادة الطيارين الروس إلى بلادهم، وتكليف سمير عبدالغفار ورفاقه بالمهمة مهما كان الثمن، وسريعا بدأ سمير ورفاقه المشاركة فى حرب اليمن". وذات يوم وصلت استغاثة لاسلكية إلى قيادة القوات المسلحة، بتعرض كتيبة صاعقة مصرية لمذبحة على يد "المتسللين"، فأٌمُر سمير، وكان يقود طائرة من طراز "إل 28"، بالهبوط لارتفاع يسمح باستخدام الرشاشات، وبالفعل هبط بطائرته وبدأ فى التعامل مع "المتسللين"، وفى هذه اللحظة أطلق قناص يمنى طلقة استقرت فى رأس النقيب سمير عبدالغفار، وانفجرت الطائرة.