أعضاء في الكونغرس لأوباما: استخدم «الفيتو»......حلمي موسى

thumb
حجم الخط

في ظل خشية متزايدة من احتمالات تأييد الرئيس الأميركي باراك أوباما لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، تحشد إسرائيل قوتها في الكونغرس لمنع ذلك.
وقد بعث عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي برسالة إلى أوباما، يحذرون فيها من مغبة تغيير السياسة الموالية لإسرائيل. وفي هذه الأثناء، ورغم قرارات الحكومة الإسرائيلية تعزيز الاستيطان عبر تمويله والسماح ببناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة، اتهم وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإدارة مفاوضات سرية مع السلطة الفلسطينية.
وقد بعثت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي رسالة إلى أوباما حذرته فيها من مغبة دعم الخطوات الفلسطينية في الأمم المتحدة. وجاءت الرسالة على خلفية نية الفلسطينيين تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي قريباً لإدانة المستوطنات واعتبارها غير شرعية.
وَوَقَّع على الرسالة عدد من رؤساء اللجان من الحزب الجمهوري وثلاثة ديموقراطيين كبار. ويبدو أن الرسالة جاءت أساساً لترد على ما سبق لصحيفة «نيويورك تايمز» أن نشرته عن نية الرئيس الأميركي تقديم خطة خاصة للتسوية على أساس حل الدولتين، وربما الدفع بها إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأنها.
وقالت الرسالة: «إننا شركاء في الإحباط الذي تشعر به جراء غياب التقدم الجوهري نحو اتفاق سلام إسرائيلي ـ فلسطيني، ونشاركك الالتزام بحل دولتين لشعبين». لكن الفقرة الأهم في الرسالة تأكيدها الموقف الإسرائيلي القائل بأن الطرفين هما من يجب أن يديرا مفاوضات مباشرة، والتوصل لاتفاق سلام من دون تدخل خارجي، سوى الرعاية الأميركية. وشددت على أن دور الوساطة الأميركية يتلخص في «معارضة المحاولات الضارة لفرض حل على الطرفين»، وكذلك «معارضة خطوات الفلسطينيين لنيل الاعتراف في المحافل الدولية»، وليس عبر المفاوضات.
وتطالب الرسالة أوباما «بالاستعداد لمعارضة، وإن تطلب الأمر أيضا استخدام الفيتو ضد قرارات من طرف واحد في مجلس الأمن الدولي». وفي هذا السياق كتبوا أنه «بسبب دعمنا القوي لهذه المبادئ، نشعر بالقلق الشديد من التقارير حول مبادرات من طرف واحد قد تثار في الشهور القريبة في مجلس الأمن. فمثل هذه الأفعال تعرض للخطر فرص العودة للمفاوضات المباشرة بين الطرفين».
ومعروف أن الفلسطينيين يعملون على تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن بعد حوالي عشرة أيام، لتحديد عدم شرعية المستوطنات. ويتوقع أن يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك للمساعدة في مساعي تمرير هذا المشروع. وسبق لمثل هذا المشروع أن عرض في العام 2011 على مجلس الأمن، ونال تأييد معظم الدول، إلا أن الإدارة الأميركية استخدمت حق النقض (الفيتو) ضده. لكن الخوف الجوهري الإسرائيلي ليس فقط من المحاولة الفلسطينية هذه المرة، وإنما من الأنباء التي تتكرر في وسائل الإعلام الأميركية عن خطط في إدارة أوباما لإحياء المفاوضات في الشرق الأوسط قبيل نهاية ولايته. واقتبست «وول ستريت جورنال» مؤخراً عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أوباما يعد خطة قد يعرضها على مجلس الأمن لتمريرها كقرار تقضي بمراقبة الاستيطان تمهيدا لحل الدولتين.
وأمس كشفت صحيفة «معاريف» النقاب عن مخاوف متزايدة في إسرائيل من احتمال إقدام أوباما على خطوة كهذه، كنوع من الانتقام المتأخر من رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي تصادم معه على مدى سنوات. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين، بصيغ مختلفة، عبارات مثل: «من المؤكد أن باراك أوباما يعد لنتنياهو عبوة جانبية في عامه الأخير. لا يمكن أن تنتهي شبكة علاقاتهما من دون انتقام حلو للرئيس الأميركي». وأوضحت أن التقرير الذي نشر مؤخراً في «نيويورك تايمز» أعاد إلى الواجهة المخاوف الإسرائيلية مما سيحدث في مجلس الأمن.
وفي حديث مع موقع «يديعوت احرونوت» الإلكتروني اتهم ليبرمان نتنياهو بإدارة مفاوضات سرية مع عباس بعيداً عن عِلم المجلس الوزاري المصغر. وشدد على أن نتنياهو يخفي أمر المفاوضات بشكل مقصود عن المجلس الوزاري المصغر، موضحاً أن «هناك إشارات غريبة عدة على الأرض أفسرها كمحاولة لرئيس الحكومة لإخفاء مفاوضات سياسية مع أبو مازن عن الكابينت». وقال: «رأينا فجأة قبل حوالي أسبوعين رئيس الحكومة مستعدا لإفراغ كل جدول أوقاته من أجل اللقاء مع أبو مازن. ونحن نرى بشكل عجيب كيف حلت المشكلة بين شركتي الكهرباء الإسرائيلية والفلسطينية حول ديون، وكيف توقف قطع الكهرباء».
وقال ليبرمان إنه متأكد أنه تجري مفاوضات سرية، وأن المطلب الفلسطيني المركزي، في نظره، هو التنازل عن نشاطات الجيش الإسرائيلي في المنطقة «أ». وأضاف: «هناك مفاوضات على مجرد اللقاء، بتقديري، بين نتنياهو وأبو مازن، وهناك كما يبدو، وثائق مختلفة تُتناقل بين الطرفين، من جهة مطالب فلسطينية من إسرائيل وبالمقابل وعود إسرائيلية».
وأشار ليبرمان إلى أن نتنياهو ربط هذه المفاوضات بالاتصالات التي يجريها مع زعيم المعارضة اسحق هرتسوغ للانضمام إلى الحكومة. وأوضح أن «نتنياهو بنى على أن هرتسوغ سيعرض هذا كموضوع لدخول الائتلاف الحكومي، ولكن مشروع توسيع الائتلاف انتهى في هذه الأثناء، وليس معروفاً كيف سيناور نتنياهو في الأيام القريبة». وحمل على نتنياهو لأنه من جهة يتهم أبو مازن بأنه المحرض الرئيس على العنف، ومن جهة ثانية يبدي استعداداً لمقابلته، وهذه رسالة مربكة وغير مُقنِعة.