مسرحية "روميو وجوليت" في غزة .. صراع الحب والكراهية

13055415_1766033766960464_8051306528812775013_n
حجم الخط

عَرض "مسرح عشتار" على خشبة مسرح المسحال في مدينة غزة، مساء اليوم الأحد، مسرحية "روميو وجوليت" للمخرج المسرحي علي أبو ياسين.   وتدور أحداث المسرحية في قطاع غزة كما يصورها الكاتب عبر قصة "يوسف"، الذي جسد دوره أمجد أبو ياسين، و"سها"، التي قدمت دورها ياسمين كاتبة، اللذان يدرسان الطب في غزة ويتعرفان على بعضهما في ندوات وورشات عمل لتتطور العلاقة إلى حب عنيف تقف "عائلتيهما" عائقا أمامهما.  

علاقة العشق بين الشابين والعداء التاريخي بين العائلتين تتشعب أحداثه ليعكس تفاصيل أخرى تعيشها غزة. فالعائلتان بدتا وكأنهما أطراف انقسام لا يلتفتا إلى الحب وطموح الشباب بقدر ما يهمهما استمرار الكراهية.  

نقاشات حادة بين "سها" التي تحاول اقناع أمها، أدت دورها هبة داوود، بأن الحب طريق حياة وأمها التي تتمترس وراء أن الحب لا فائدة منه طالما عرقل حياتهم ولا يحمي أصحابه.  

البطالة والهجرة معضلتان برزتا عبر مجموعات الشباب في مقهى يقضون طول وقتهم يلعبون ويتسامرون وينهمكون في جدالات من أجل الجدال.  

لم يغب الاحتلال، بالطبع، بتفاصيله وعرقلته العلاقات الانسانية قدمه المخرج من خلال أم سها النابلسية التي تزوجت الغزي بعد تعارف في القاهرة خلال دراستهما للطب. لكن الأم لم تر أقاربها الذين تشتتوا في لبنان وعمان وسوريا ولم يستطع أبواها زيارتها في غزة بسبب الحصار والعراقيل الاسرائيلية.  

تتطور قصة الحب لتجسد حالة الانقسام الفلسطينية وآثارها العميقة على تفاصيل الحياة اليومية يقدمها المخرج عبر التاجر "عوني السعيد" الذي جسد دوره جواد حرودة و"الدكتور وصفي" الذي قدم دوره أكرم عبيد.  

يتصاعد الصراع على "المخترة" ومن يكون "كبير الحارة" ليتدخل الحاج "القهوجي"، قدم دوره زهير البلبيسي، الذي يعيش حالة حب أيضا ينتظر معشوقته بأمل كبير منذ 40 عاما.   "القهوجي" المفعم بالأمل يحاول اصلاح ذات البين وإعطاء طريق للحب فيزجر الأبوان بتشديده ألا كبير بينهم طالما الجميع تحت الاحتلال "منافسكم عالية واحنا وجهنا في التراب".  

وبدا "القهوجي" مترحما على الرئيس ياسر عرفات باسترجاعه ذكرى "المختار" الذي كان "يجمع الحارة" وبعد وفاته تشتتت الحارة والجميع يريد أن يدون مختارا.   يستمر الصراع ليلجأ "يوسف" إلى الهجرة عبر البحر ويهرب من غزة تاركا كل شيء وراه بعد أن سربله اليأس.