العرب القساة
بعيونهم اللامعة ونسائهم المتكتمات
وأصابعهم التي تدور الكلام وتلقيه على أجساد النساء في الشمال
تاركين على شحوبها علامات وإشارات كتمائم
يصعب فكها أو التكهن بغاياتها.
أصابعهم التي تعينهم على الحديث والضحك والبكاء.
أيديهم التي تفتح طرق الكلام وتغذّيه.
هاهي أصواتهم تتخلل الغابات وتخفق بأجنحة مبللة
على الجالسين في ساحات قرى منعزلة
حيث يواصل رجال متقاعدون ونساء هرمات
رسم شارة الصليب كلما وصل غريق إلى اليابسة
وحيث يواصل الناجون من المسلمين الصراخ على أولادهم
وحث أولئك الذين لم تسعفهم أجسادهم، النساء والأطفال غالبا، على التشهد.
هاهم العرب الأجلاف
يتفتحون مثل فجر صحراوي قائظ
عن نحيب عظيم
يغرق
العالم.