بكل صلف ووقاحة وقلة أدب؛ راح "نتنياهو" يعقد اجتماع حكومته العدوانية فوق الأرض السورية العربية الخالصة؛ ويصرح بان هضبة الجولان المحتلة هي لكيانه الإرهابي للأبد، في محاكة لعبارة: الأسد للأبد.
ليس كل من سكن أرض بعينها في قديم الزمان وحقبة تاريخية معينة؛ صارت لاحقا ملكه للأبد؛ فالمسلمين كانوا في الصين والأندلس" اسبانيا" وفرنسا والبرتغال قديما، ولا يعقل أن يدعوا أن تلك البلاد وأراضيها هي ملكهم للأبد لمجرد أنهم كانوا فيها في حقبة زمنية.
"نتنياهو" يستغل بشكل فظ وماكر ومهين الحالة السورية التي توجع القلب؛ فالأصل أن الجيش السوري أو النصرة وداعش وحزب الله وغيرهم؛ يقاتلوا دولة الاحتلال؛ ولا يقاتلوا بعضهم البعض، وان يستشهدوا على أبواب المسجد الأقصى محررين له رافعين رايات الإسلام خفاقة فوقه، ونزع وقلع علم الاحتلال من فوق أسوار ومآذن القدس وتمزيقها شر ممزق وسط صيحات "الله اكبر" المزلزلة.
"نتنياهو" قائد إرهابي ومجرم؛ كونه قتل أكثر من 400 طفل في الحرب العدوانية على غزة عام 2014 حرب العصف المأكول؛ وهذه تكفي لوحدها جعله قائد الإرهاب إلى الأبد، مع انه مستقبلا سيبقى يمارس الإرهاب والإجرام، وقد يكرر إرهابه بقتل الأطفال والنساء تحت مسمى محاربة الإرهاب في قلب للحقائق كعادة الطغاة عبر التاريخ؛ وهو ما حصل وما زال يحصل في انتفاضة القدس الحالية من قتل أطفال بحجج باطلة مثل حيازتهم سكينا.
أليس إرهاب وقمة الإجرام أن يتم قتل وتهجير وطرد سبعة ملايين فلسطيني في منافي الأرض؛ وإحلال مستوطنين مستجلبين من مختلف دول العالم مكانهم؛ بقوة السلاح والإرهاب والبطش والتنكيل الذي ليس له مثيل في عصرنا الحالي.
كل يوم تقوم قوات الاحتلال بحملات اعتقال وإذلال للشعب الفلسطيني ومصادرة أراضيه وتجريفها لبناء المزيد من المستوطنات؛ تحت مسمى باطل بأنها أرض الميعاد وأرض الأجداد، وكان الفلسطينيين هم من احتلوا شعب آخر.
يستطيع "نتنياهو" ان يشن حروب جديدة على غزة، ويستطيع أن يوصل طرد وتهجير وقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية ومصادرة وتجريف أراضيهم، ويستطيع أن يظهر عنجهيته وغروره متى شاء؛ ولكنه لا يستطيع أن يغالط سنن التاريخ وجدليته، ولا يستطيع أن يهزم خالق الكون الذي قضى بمعادلة انتصار المظلوم على الظالم ولو بعد حين.
استشهاد قادة عظام مثل خليل الوزير وعبد العزيز الرنتيسي؛ دليل على قرب زوال "نتنياهو" وكيانه الاحتلالي الغاصب، إلى مزابل التاريخ؛ فشعب يقدم خيرة قادته على مذبح الحرية حق له أن ينتصر ويفتخر بهكذا قادة عظام؛ خطوا طريق النصر لمن بعدهم بمدرستهم النضالية والجهادية المتطورة.
يكابر "نتنياهو" بتصريحاته الاستفزازية حول بقاء الجولان لدولة الاحتلال للأبد؛ فقد أذلته المقاومة في جنوب لبنان وقطاع غزة، واجبر شارون على هدم 20 مستوطنة قال عنها يوما أنها مثل تل الربيع " تل أبيب" وإذا به ينسحب ذليلا محسورا.
في المحصلة؛ ليصرح "نتنياهو" كما يشاء؛ ولكن غدا سيبلع تصريحاته ويتراجع عنها، بسبب وجود مقاومة تواصل الليل بالنهار وهي تعد العدة للانقضاض عليه، وهو ما صرح به " ليبرمان" قبل يومين؛ ومقاوم كنست الاحتلال من غزة؛ هي قادرة غدا على كنس الاحتلال من الضفة،(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).