كنت في زيارة داخل أكبر مستشفى موجود في غزة , بناية جميلة وغرف أجمل وأسرة وأجهزة وكل شيء جميل في المستشفى بالإضافة الى نظافة المكان الظاهر للعيان لعمال النظافة بلباسهم المميز, ولكن الحلو ما يكمل..
ضوضاء وضجة تجعل الغير مريض مريض فما بالك بالمريض, أو العيان باللغة الدارجة , زوامير سيارات من كل فج وميل , حتى داخل المستشفى السيارة تطلق أبواقها ولا محاسب , قديماً وقبل مجيء السلطة كان على الشوارع المحيطة لمستشفى الشفاء اشارات مرورية تعني ممنوع استخدام بوق السيارة حول المستشفى لمسافة خمسين متراً من كل الاتجاهات , بدأت هذه الاشارات تزول من الشوارع ولا وجود لها الأن مع أن الشرطة كانت في الماضي تحرر المخالفات لكل من يستخدم بوق السيارة بالقرب من المستشفى وهذا قانون معمول به في جميع دول العالم حتى الأكثر تخلفاً , ولكن نحن في غزة لا مكان لهذا القانون , حتى أنه بالقرب من المستشفى وعلى كافة جوانبه يوجد مواقف سيارات لنقل الركاب , وثقافة الزامور في الوطن موجودة بكثرة مع الأخوة السائقين , فمثلاً عندما تطلب سيارة من مكتب سيارات يأتي السائق الى العمارة وعندما لا يجد الزبون يطلق العنان لزامور سيارته ولا حتى يفكر بالنزول من سيارته لدق جرس باب بيت طالبه , كذلك سيارات تقل الأولاد الى المدارس , يوجد لها أصوات عجيبة فتسمع أصواتها منذ الساعة السادسة صباحاً , كافة الأصوات ضوضاء تدعو الى النرفزة أحياناً , كذلك أصوات أبواق سيارات النقل وهناك زامور هواء وزامور كهرباء وزامور سرينة يركب على السيارات بالإضافة الى الأصوات الغريبة الموجودة على الدراجات النارية , فكلما كان صوتها مزعجاً كلما كان سعرها أغلى.
وسائقي الأجرة لا يلفتون نظر الراكب الموجود على الشارع الا من خلال الزامور , فعندما يكون أحد الركاب واقف على ناحية شارع من شوارع غزة أقل شيء يقوم عشرة سائقين بالتزمير له ناهيك عن الاصوات المميزة لكل بائع فهناك صوت سيارة المياه وصوت بائع الغاز وصوت وميكريفون بائع الخضار وبائع الكلور وحلب يا حبايب.....وهكذا
لطفاً بالناس وبأعصاب الناس , يا أصحاب السيارات و يا شرطة مرور غزة , نرجو أن تعود اشارات ممنوع التزمير حول المستشفيات الى الشوارع حرصاً على راحة مرضانا , ولكم منا جزيل الشكر والاحترام. عذرا لاستخدامي كلمة زامور و تزمير