قال جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إنه لا أحد في الحركة بدءا من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يدعو إلى عمل عسكري في قطاع غزة، على غرار ما يحدث في اليمن، لكنهم يريدون من الدول العربية الحزم في التعامل مع الانقسام الفلسطيني الداخلي وإنهاءه.
وأضاف محيسن، وهو أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني في قيادة حركة فتح، لـ«الشرق الأوسط» السعودية، نشرته اليوم الاثنين: «لا أحد فينا يريد عملا عسكريا في غزة، لكننا نريد حسم هذا الانقسام الذي ترعاه دول عربية وإقليمية».
وأضاف: «مثلما ترعى إيران انقسام الحوثيين فإنها، إضافة إلى قطر وتركيا، ترعى الانقسام الفلسطيني». وتابع: «المطلوب وقف هذا التدخل واتخاذا إجراءات حاسمة لجهة إنهاء الانقسام».
وكان محيسن يرد على استفسارات بشأن مرامي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من حديثه في القمة العربية، وتلميحه إلى ضرورة اتخاذ مواقف لإنهاء الانقسام الفلسطيني بعدما أيد عاصفة الحزم، وهي التصريحات التي أثارت جدلا واسعا في الأراضي الفلسطينية، وفسرت على أنها دعوة لضرب غزة.
وكان عباس قد قال في كلمته أمام القمة العربية إنه يؤيد تفعيل الاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بالدفاع العربي المشترك وغيرها من الاتفاقات، ويدعم إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، مقترحا أن تقوم لجنة «ترويكا» عربية، لمن يرغب في الانضمام إليها من القادة، بوضع رؤية عربية لمعالجة الحروب والفتن والانقسامات القائمة أو المحتملة في عدد من الدول العربية، وأن تكون قراراتها ملزمة للجميع، مضيفا: «هناك بلاد تعاني من الانقسام والفتن مثل اليمن، هناك تدخل عربي مقبول ومستحسن، هناك قضايا أخرى، هناك بلدان أخرى تعاني من الانقسام والفتن. نحن نعاني من الانقسام، وأول من عانى من الانقسام. نتمنى أن تكون هناك مواقف عربية موحدة، ونحن ملتزمون بكل ما سيصدر عن هذه القمة».
وفُسر كلام عباس، وتحديدا من قبل معارضيه، بأنه دعوة إلى ضرب غزة، خصوصا أنه كان قد صرح قبل ذلك بساعات فقط بأنه يأمل «أن الموقف الذي اتخذ بهذا الحزم وسمي عاصفة الحزم من العرب أن يؤخذ أيضا في قضايا بلدان أخرى تعاني من الفتن الداخلية والانشقاقات والانقسامات مثل سوريا والعراق وفلسطين وليبيا والصومال».
وعزز من هذا التوجه أن قاضي قضاة فلسطين، وهو أحد أقرب المستشارين لعباس، أثار بدوره جدلا في خطبة الجمعة الفائتة، حين دعا إلى عاصفة حزم في فلسطين، وإلى أن «تضرب (الأمة العربية) بيد من حديد أي جهة تخرج عن الشرعية في أي قُطر عربي بدءا من فلسطين».
وقال محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، في خطبة الجمعة في مسجد الضريح بمقر القيادة الفلسطينية في رام الله: «إن حماية الشرعية في أي قُطر عربي هي واجب في أعناق كل زعماء العرب، والذين عليهم أن يأخذوا زمام المبادرة، وأن يضربوا الخارجين على الشرعية بيد من حديد بغض النظر عن الزمان والمكان والحال، بدءا من فلسطين».
وأضاف في خطبته التي نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: «ما جرى في غزة انقلاب وليس انقساما، ويجب التعاطي معه بالحزم والحسم، فلا حوار مع الانقلابيين الذين يجب أن يُضربوا بيد من حديد».
وحظي الهباش بهجوم غير مسبوق من حماس ومن مسؤولين فلسطينيين وناشطين، طالبوا بطرده من موقعه، قبل أن يرد موضحا أن استخدام الحزم في معالجة القضايا العربية لا يعني استخدام القوة، مؤكدا على أهمية الحزم في الحفاظ على وحدة الأقطار العربية.
ورد محيسن مستهجنا: «وهل تعتبر حماس نفسها غزة؟». وأضاف: «غزة ليست حماس، وحماس ليست غزة. ثم لماذا تدعم حماس الشرعية في اليمن؟ يعني تدعم عاصفة الحزم وتقوم بانقلاب في غزة».
وتابع: «نحن نؤكد مرة ثانية، نريد إنهاء الانقسام بالتفاهم. لا نريد دما ولا ينقصنا مآسٍ، ولكن يجب التعامل مع الانقسام بحزم. ثمة فرق بين الحزم وعاصفة الحزم، نريد الحزم في التعامل مع هذا الملف، ووقف تدخل قطر وتركيا وإيران».
واتهم محيسن حماس بتعطيل أي حلول لإنهاء الانقسام في غزة.